ينتظر ان يعطي المجلس الوزاري المشترك الخليجي - الاوروبي دفعاً سياسياً في اجتماعاته مطلع الاسبوع المقبل في لوكسمبورغ، يساعد على تقدم مفاوضات التبادل التجاري الحر وانهائها في مستقبل قريب. وعلى عكس الجمود الذي ميّز المواقف في الاعوام الماضية، فان الديبلوماسيين من الجانبين لا يخفون اليوم تفاؤلهم بأن تحرز المفاوضات تقدماً كبيراً في الامد القريب. وقال ديبلوماسي اوروبي ل "الحياة" ان الظروف السياسية والفنية اصبحت ملائمة لتقدم المفاوضات التجارية بعد اتفاق وزراء المال لدول الخليج العربية على انجاز الاتحاد الجمركي الخليجي سنة 2001، وتوصل الجهات المختصة الى توحيد جزء كبير من التعرفات الجمركية. وذكر سفير مجلس التعاون الخليجي في بروكسيل نجيب بن علي الرواس ان دول الخليج توصلت الى توحيد نحو 90 في المئة من التعرفات الجمركية وانها ستعرض على القمة المقبلة في ابو ظبي مشروعاً متكاملاً للتعرفة الموحدة. وكانت المفاوضات التجارية راوحت مكانها طوال اعوام لاسباب عدة بينها تشدد الجانب الاوروبي في شأن ضرورة توحيد التعرفات الجمركية قبل ابرام اتفاق التبادل التجاري الحر، وافتقاد الجانب الخليجي الحماسة لابرام الاتفاق بسبب الجدل في شأن ضرائب الطاقة في السوق الاوروبية، والاختلافات بين دول المجلس في شأن مشكلة تفاوت الرسوم بين ادناها في امارة دبي 4 في المئة واقصاها في دولة البحرين التي تعتمد على الرسوم لضمان موارد الموازنة. الا ان تقدم مفاوضات توحيد التعرفات الجمركية من جهة واقتراب موعد اختتام مفاوضات انضمام السعودية وعُمان الى منظمة التجارة الدولية من جهة اخرى، جعل خبراء المفوضية الاوروبية يشعرون باستعادة الحماسة لابرام اتفاق التبادل التجاري الحر. وقال سفير خليجي ل "الحياة" ان وفد الامانة العامة يملك صلاحية تفاوض توازي الصلاحية التي يملكها الفريق التفاوضي الاوروبي، "وهو امر يفسره الاوروبيون بأنه يشير الى استعداد دول مجلس التعاون الخليجي للتعمق في مفاوضات التبادل التجاري الحر". وقد تم بحث ثلاثة ارباع مسودة الاتفاق الذي عرضته المفوضية الاوروبية. وتتركز جهود الخبراء الخليجيين على تأمين الحماية الكافية للصناعات الناشئة خلال المرحلة الانتقالية والتي تشمل الصناعات التحويلية والبتروكيماويات. وتسعى مجموعات الضغط في بروكسيل الى استبعاد البتروكيماويات ومنتجات الالومنيوم من اتفاقية التبادل التجاري الحر "لان هذه الصناعات ذات تنافسية شديدة في السوق الاوروبية" فيما ترى المصادر الخليجية ان المنتجات الخليجية وسيطة وتستفيد مؤسسات اوروبية من تحويلها الى منتجات نهائية في السوق الاوروبية. واعتبر ديبلوماسي اوروبي بأن الشروط الفنية التي يتم تحقيقها في منطقة الخليج وحرص دولها على انجاح مفاوضات التبادل التجاري الحر "تعكس رغبة سياسية خليجية لتوثيق الروابط بين المجموعتين".