شكلت الملفات المتعلقة بإيران وسورية ولبنان والقضية الفلسطينية محاور القمة الفرنسية - البريطانية التي جمعت في باريس أمس، الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء توني بلير، اضافة الى وزراء الدفاع والخارجية والشؤون الأوروبية والطاقة في كلا البلدين. وبالنسبة الى الملف النووي الايراني، تساءل شيراك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع بلير:"هل يمكن القبول بدخول دولة في مسار يؤدي بها الى تطوير اسلحة دمار شامل نووية؟"، مضيفاً ان"الاجابة عن هذا السؤال هي طبعاً ان ذلك غير ممكن". وقال شيراك ان من الواضح أن هناك غالبية تجيب بلا على هذا السؤال، ولا بد بالتالي من وقف مثل هذا المسار. وأعرب عن أمله في حل مشكلة الملف النووي الايراني في اطار احترام ايران وحقها في أن يكون لديها برنامج للطاقة النووية المدنية، لكنه أشار الى تعذر امكان القبول بمسار تخصيب يؤدي الى انتاج سلاح نووي. وأبدى شيراك ارتياحه لتوسيع حلقة الحوار الدولية مع ايران لتشمل روسيا والصين والولايات المتحدة لتسوية موضوع الملف النووي. وأيد بلير كلام الرئيس الفرنسي، مشيراً الى انه على ايران الالتزام بواجباتها المنصوص عليها في معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. سورية ولبنان وبالنسبة الى سورية ولبنان، أكد شيراك أنه وبلير لديهما الشعور ذاته حيال الوضع اللبناني وهو ينطوي على الأمل بالحوار وأيضاً على القلق من جراء تصرف سورية، والذي لا يتجاوب مع ما هو مطلوب، بل يتوجب عليها تطبيق القرار 1680 والقبول بما تطلبه الأسرة الدولية في ما يخص أمن لبنان واستقلاله. حماس وعن المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، أكدا ضرورة التوصل الى احترام"حماس"للمبادئ الثلاثة التي حددتها الأسرة الدولية، وضرورة توصل الاتحاد الأوروبي والأسرة الدولية الى ضمان وصول المساعدات الى الشعب الفلسطيني الذي سيواجه من دونها أزمة كبرى وخطرة على الصعيد السياسي. وقال شيراك رداً على سؤال أن المجموعة الرباعية أعطت تعليمات للاتحاد الأوروبي، بتقديم المساعدات الى الفلسطينيين في كل المجالات، بما في ذلك أجور الموظفين، باعتبار ان مليون شخص مع عائلاتهم، لم يتقاضوا أجورهم منذ شهرين، وهناك بين هذه العائلات من ليس لها أي موارد الا تلك الاجور. واعتبر أنه من الضروري اخلاقياً، دفع هذه الأجور في شكل طارئ، محذراً من أن عدم حل هذه المسألة بسرعة سيؤدي الى نتائج سياسية خطرة.