بدأ الرئيس الفرنسي جاك شيراك زيارة للقاهرة أمس، ومن المقرر أن يفتتح والرئيس المصري حسني مبارك اليوم الجامعة الفرنسية في مدينة الشروق 37 كلم شرق العاصمة المصرية، وعلى ان يزور الرئيس الفرنسي أيضاً"القرية الذكية"ويفتتح المجلس الرئاسي المصري - الفرنسي للأعمال. وكان شيراك وصل إلى القاهرة بعد ظهر أمس، وبدأت المحادثات الرسمية فور اتمام مراسم الاستقبال الرسمية. واحتفت القاهرة بالزيارة، واعتبر الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد العلاقات بين البلدين وطيدة وراسخة، مشيراً الى ان الزيارة ستشهد توقيع اتفاقات اقتصادية على رأسها اتفاق إنشاء الخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة، واتفاق لتحويل ديون مصر لفرنسا إلى استثمارات. وهناك 4 ملفات إقليمية ساخنة ستتركز عليها محادثات شيراك مع مبارك وهي الملف الفلسطيني - الإسرائيلي، والملف النووي الإيراني والملف اللبناني - السوري وأخيراً الملف العراقي. ويرافق الرئيس الفرنسي وزراء الخارجية والتعليم والتجارة الخارجية ووفد كبير 27 شخصاً من الشخصيات الثقافية والجامعية والصحافية والاقتصادية الموزعة على قطاعات الصناعة والمال والخدمات. وكان شيراك أدلى بحديث لصحيفة"الأهرام"أعرب فيه عن اقتناعه بأن ليس هناك من حل لمعضلة العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين سوى التفاوض والحوار حول اتفاق من دون أن يُفرض وضع ما على أحد الشعبين. وقال إن حركة"حماس"مدرجة على القائمة الأوروبية للمنظمات الإرهابية، ما يطرح إعادة النظر في مسألة المساعدات للحكومة الفلسطينية. وأكد أن لفرنسا موقف أعضاء اللجنة الرباعية الدولية ذاته، وأي اتصال بحكومة"حماس"يجب أن يسبقه احترام ثلاثة مبادئ: الاعتراف بإسرائيل، التخلي عن العنف، والاعتراف بالاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير وإسرائيل، خصوصاً اتفاق أوسلو. وقال إن المساعدات الإنسانية ستستمر من خلال الأونروا والمنظمات غير الحكومية. وقال إنه سيلتقي رئيس السلطة محمود عباس في باريس مع نهاية الشهر الجاري. ونصح شيراك"حماس"بالانتقال إلى العمل السياسي، كما دعا الإسرائيليين إلى الابتعاد عن القرارات الأحادية الجانب، والكف عن الاغتيالات لأشخاص بعينهم وعن الاستمرار في سياسة الاستيطان. وحول الملف اللبناني، قال شيراك إنه يتعين أن تتوقف التدخلات الخارجية وأن يتم تطبيق قرارات الأممالمتحدة بالكامل وكشف ملابسات الاعتداءات التي دفع بسببها المدافعون عن الحرية وعن استقلال لبنان ثمناً باهظاً. وفي ما يخص سورية، قال شيراك إنه بات من السهل عليها تحسين علاقاتها مع المجموعة الدولية من خلال تطبيقها قرارات مجلس الأمن، وأن تقيم مع لبنان علاقات مبنية على المساواة والاحترام المتبادل للسيادة. وحول الملف النووي الإيراني قال شيراك إنه يمثل مصدر قلق للمنطقة وللمجموعة الدولية بأسرها.