لوّح الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بإغلاق مصافي النفط الفنزويلية في الولاياتالمتحدة وبيع النفط المخصص للاسواق الاميركية الى جهات اخرى، اذا قطعت واشنطن العلاقات مع بلاده. يأتي ذلك بعد طرد كاراكاس ملحقاً عسكرياً أميركياًَ واتهامه بالتجسس الاسبوع الماضي، ورد الولاياتالمتحدة بطرد البعثة الديبلوماسية الفنزويلية. وفي مؤشر على مدى تدهور العلاقات بين البلدين، تعهد الرئيس الفنزويلي بشراء مزيد من الاسلحة للدفاع عن بلاده، معتبراً الرئيس الاميركي جورج بوش أسوأ من الزعيم النازي ادولف هتلر. وقال تشافيز امام آلاف من مؤيديه احتشدوا في كاراكاس اول من امس، ان"سلوك الرئيس الاميركي الامبريالي القاتل الفاشي، لا حدود له، واعتقد بأن هتلر سيكون طفلاً رضيعاً مقارنة بجورج بوش". وقال تشافيز من على منبر زين بصورة ضخمة له وهو جندي شاب:"اذا أرادت الحكومة الاميركية قطع العلاقات، فيتعين عليها اتخاذ ذلك القرار. ويمكنني ببساطة أن آمر باغلاق مصافي النفط التي نملكها هناك ... وسنرى الى أى حد سترتفع اسعار النفط، والى أي حد سيصل غالون البنزين". واستدرك:"لا نريد أن نصل الى ذلك الحد نريد منهم أن يتركونا في سلام". وفنزويلا، خامس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، وهي تزود الولاياتالمتحدة بنحو 15 في المئة من وارداتها النفطية. كما تشغل شركة"بتروليوس دي فنزويلا"الحكومية الفنزويلية مصافي نفط ومحطات غاز في الولاياتالمتحدة، من طريق وحدة"سيتغو"للتكرير والتجزئة التابعة لها. ولم يعط المسؤولون الاميركيون اي مؤشرات الى قطع العلاقات بين البلدين. ونددت واشنطن مراراً بتصريحات تشافيز، وقالت ان الاتهامات التي يوجهها هدفها اثارة المشاعر الوطنية بين انصاره من الفقراء. كذلك دخلت واشنطن وكاراكاس في ازمة أخيراً، بسبب منع الولاياتالمتحدة بيع صفقة طائرات عسكرية اسبانية الى فنزويلا. وتضمنت هذه الطائرات رادارات صنعت في الولاياتالمتحدة وهو ما يتطلب موافقة واشنطن. وفي خطابه اول من امس، قال تشافيز الذي اشترت بلاده في العام الماضي طائرات مروحية و100 ألف بندقية من روسيا، انه سيسعى الى شراء مزيد من الاسلحة للدفاع عن فنزويلا ضد أي محاولة أميركية لإطاحة نظامه. وأضاف الرئيس الفنزويلي:"أطلب الأذن بشراء شحنة أخرى من الاسلحة لأن الغرينغو الاميركيين يريدوننا من دون سلاح. علينا ان ندافع عن وطننا، فنزويلا في حاجة الى مليون رجل وامرأة مجهزين بالسلاح". وبعد توافر الاموال اثر ارتفاع اسعار النفط، يروج تشافيز لبرامج اجتماعية في الداخل، ويتحدى بقوة الاقتراحات الاميركية المتعلقة بالسوق الحرة، متحالفاً مع جيرانه في اميركا الجنوبية. اضافة الى كوبا وايران. ومنذ انتخابه في عام 1998، تصادم تشافيز مراراً مع الولاياتالمتحدة التي يتهمها بمحاولة اطاحة حكومته وتأييد محاولة انقلاب ضده استمرت لفترة وجيزة في عام 2002، لكنه نجا منها بمساعدة قوات موالية له.