أعلن محمد الأحمد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما السورية ان مهرجان دمشق السينمائي الدولي الذي يقام، مرة كل سنتين،"سيتحول، بدءاً من الدورة المقبلة في العام 2007 الى مهرجان سنوي"، لافتاً الى ان"اختيار مدينة حلب عاصمة للثقافة الاسلامية في السنة المقبلة حال دون اقامة المهرجان عام 2006 وفق القرار الجديد. وأضاف الأحمد، في مؤتمر صحافي عقده في دمشق ان"هذا القرار جاء بعد النجاح الذي حققه المهرجان في دورته الاخيرة التي انتهت قبل نحو شهر، مشيراً الى ان"هذا النجاح يتحقق على رغم ضآلة الموازنة البالغة 35 مليون ليرة سورية التي ترصد له نحو 650 الف دولار أميركي، بينما تصل موازنة مهرجان دبي السينمائي، على سبيل المثال، الى اكثر من ثمانية ملايين دولار اميركي". وأكد الاحمد الذي يدير المهرجان ان تحويل مهرجان دمشق الى سنوي"سيحقق المزيد من التطوير للسينما السورية"، معرباً عن الأمل في زيادة وتيرة انتاجها ولافتاً الى ان"المال وحده لا يصنع الافلام الجيدة، فمعظم الافلام التي نالت الاعجاب وحازت جوائز عالمية تم تحقيقها بتكلفة انتاجية قليلة". وأشار الاحمد الى مقومات ثلاث تلعب دوراً في انجاح أي مهرجان، وهي"نوعية الافلام، وشروط العرض، والتنظيم"، مشيراً الى ان دورات المهرجان المقبلة ستتضمن"تظاهرة تحت عنوان سينما الامل وستعرض خلالها افلام لمخرجين هواة من جميع انحاء العالم منفذة بتقنية الديجيتال". وعلى رغم اعترافه ببعض السلبيات في الدورة الاخيرة للمهرجان، وإقراره بأن السينما السورية لم تحقق ما هو مرجو منها الى الآن، أكد ان سورية هي البلد الوحيد الذي يدعم الانتاج السينمائي من اوله الى آخره"، مشيراً الى معاناة السينمائيين القاسية في دول اخرى. وضرب مثالاً على ذلك، اذ قال بأن مخرجاً كبيراً مثل جيلالي فرحاتي يقدم سيناريو الى وزارة الثقافة في بلاده المغرب، وتقدر تنفيذ السيناريو بمبلغ معين لا يحصل منه المخرج الا على الربع، ويتحتم عليه، والحال كذلك، ان يطوف دول العالم ويطرق جميع الابواب ليؤمن المبلغ المتبقي لتنفيذ فيلمه. وتابع الأحمد بان مخرجاً متميزاً مثل برهان علوية، كذلك، ينتظر منذ ثماني سنوات لتحقيق مشروع سينمائي، وربما سينتظر سنوات اخرى حتى يستطيع ايجاد ممول، اما المخرج السوري فهو"مدلل"بحسب تعبيره، وعلى رغم ذلك يشكو ويتباكى. وفي هذا السياق شن الأحمد هجوماً قاسياً على المخرج السينمائي السوري محمد ملص، واعتبره شخصاً ناكراً للجميل، وجاحداً. فعلى رغم ان المؤسسة العامة للسينما وبناء على توجيهاته قدمت له كل الدعم والتسهيلات الممكنة لتصوير فيلمه الاخير"باب المقام"، الا ان ملص راح يشكو ويتباكى في مهرجان مراكش الاخير قائلاً بانه"مخرج مقموع في بلاده ومحطم نفسياً، وأضاف الأحمد:"ومع ان لجنة القطاع الخاص اقرت السيناريو ووافقت على تصويره، فان ملص زعم بأن اللجنة لم توافق على النص، كما زعم ان فيلمه منع من العرض في سورية، بل زاد بأن فيلمه صور في فرنسا لتتحول مدينة حلب التي صور فيها كل مشاهد فيلمه الى باريس"، لافتاً الى ان"هذه الافتراءات صدرت من ملص بقصد استمالة عاطفة اعضاء لجنة التحكيم والحصول على جائزة من مهرجان مراكش، وبالفعل نال ما كان يصبو اليه، اذ حصل فيلمه على احدى الجوائز، وهنأته على الجائزة، وعلى هذه القدرة الفائقة على تشويه الوقائع".