لا شك في ان الراصد للموسم السينمائي المغربي الأخير تنتابه ما ان يبدأ عمله حيرة التقويم: هل هو موسم غث أم سمين؟ داع للتفاؤل أم العكس؟ ايجابي، أم سلبي؟ وفي حال الوقوف عند أي كان من هذه النعوت أو غيرها، ما هي المقاييس المعتمدة لاثبات ذلك؟ من خلال هذه البانوراما الشاملة سنحاول تأطير أبرز محطات الموسم على مستويات: الانتاج، المهرجانات والملتقيات، الإعلام، الإصدارات، نشاطات وندوات منظمة من جمعيات ومؤسسات معنية. منذ البداية لا بد من الاشارة الى أن الحدث الأخير - وإن كان في صلبه غير جديد - الذي طبع المشهد السمعي - البصري المغربي، وضمنه السينما، تجسد في انفصالها عن وزارة الثقافة لتعود مرة أخرى الى وزارة الاتصال الأنباء سابقاً... ولكن هذا الانفصال لن يؤثر في سيرورة السينما المغربية، كما ان السينما نفسها لم تستفد في الماضي البتة من إلحاقها بوزارة الشؤون الثقافية، بحكم تسيير هذا الشأن من أجهزة ومؤسسات ادارية، إنتاجية، وابداعية لا قدرة لوزير الاتصال الجديد، ولا لزميله في الثقافة سابقاً على ضبطها. وحتى نسلم من الخوض في هذا المعترك الرسمي والعقيم في آن واحد، نعرض في الجزء الأول من هذه الاطلالة للإنتاجات السينمائية على مستوى الفيلم الروائي الطويل بما فيها تلك التي شهدت النور وحبل بها الموسم موضوع القراءة. الأفلام المشاهدة فهناك أولاً الافلام التي شوهدت ونعني بها الافلام التي نزلت الى القاعات التجارية ومنها ما يعود إنتاجه الى موسم 2001 وهي على التوالي: "محاكمة امرأة" و"شفاه الصمت" لحسن بن جلون، و"بعد" لمحمد اسماعيل، و"جنة الفقراء" لإيمان مصباحي، و"عشاق موغادور" لسهيل بن بركة، و"منى صابر" لعبد الحي العراقي و"قصة حب" لحكيم نوري، و"طيف نزار" لكمال كمال، ثم "ولد الدرب" لحسن بن جلون. لقد شارك بعض هذه الافلام في مهرجانات وطنية ودولية خلال موسمي 2001-2002 وعلى رأسها "منى صابر" الذي حصلت عنه الفنانة الشعيبية العذراوي على جائزة أفضل دور نسائي في المهرجان الدولي الأول للفيلم في مراكش 2001، في حين لم ينل الفيلم أي جائزة في البينال السادس للسينما العربية في باريس في تموز يوليو 2002، بينما حصل "طيف نزار" على جائزة أول عمل في المهرجان الثامن للسينما الافريقية بخريبكة في الشهر نفسه. أما "وبعد" فلم يفز بأي جائزة في مهرجاني مراكش في قرطاج خلال هذا الموسم. الا انه حظي باقبال جماهيري ملحوظ خلال عرضه في القاعات التجارية. ... والافلام غير المشاهدة ونعني بها غير المشاهدة من الجمهور المغربي وهي ثلاثة أنواع: أفلام المهرجانات: وهي أفلام أكمل إنجازها وتنتمي لموسم 2002، تعرض وتوزع في دول غربية أو مهرجانات وطنية أو دولية دون ان يشاهدها الجمهور المغربي في القاعات التجارية، ويتعلق الأمر بفيلمين: "عود الريح" لداود أولاد السيد الذي حصل على الجائزة الأولى في المسابقة المدرجة في مهرجان الرباط الثامن في تموز 2002 - كما وزع - الى جانب "عطش" في عدد من القاعات الفرنسية! أما الفيلم الثاني فهو "لحظة ظلام" لنبيل عيوش الذي عرض في مهرجان القاهرة السادس والعشرين تشرين الأول/أكتوبر 2002 من دون الفوز بأي جائزة مثيراً عاصفة انتقادية لاذعة من طرف ممن شاهده هناك، بسبب موضوعه المتعلق بالشذوذ الجنسي الذي بدا انه "سافر زيادة على اللزوم ومكشوف على الآخر". كما منعت الرقابة المغربية خروجه من القاعات الوطنية وامتنعت لجنة الدعم السينمائي المغربي عن تسليمه الجزء الأخير من المنحة للسبب نفسه. في حين انه شارك ونال جائزة في مهرجان مونوبولي 24 الاخير. وهناك أيضاً أفلام اكتملت ولم تعرض لسبب أو لآخر في موسم 2002، في انتظار ان تقدم للصحافة والنقاد - وأيضاً للجمهور العام. خلال موسم 2003 وهي: "جارات أبي موسى" لمحمد عبدالرحمان التازي، و"سنوات المنفى" لنبيل لحلو، و"ضفة البكم" لنرجس النجار صاحبة فيلمين قصيرين ظهرا أيضاً في الموسم نفسه "امرأة الأحمق" و"السماء السابعة" ثم "كازابلانكا - كازابلانكا" لفريدة بنليزيد. ثم أفلام مصورة لم تكتمل بعد، وهي أفلام أكمل تصويرها خلال هذا الموسم وتخضع حالياً للمسات الأخيرة ومنها "الفرن" لحكيم بلعباس "ألف شهر" لفوزي بن السعيدي "الدار البيضاء ليلاً" لمصطفى الدرقاوي - ثم "العودة" لنور الدين لخماري. الظاهرة الخفية إن أهم ملاحظات تطاول الافلام الروائىة الطويلة بكامل أصنافها خلال موسم 2002 وحتى خلال 2001 - أن أي فيلم منها لم يتمكن من شد الانتباه طويلاً وليتقلد بذلك وسام "الفيلم الظاهرة" بخلاف موسم 1999-2000 الذي انتزع فيه فيلم "علي زاوا" لنبيل عيوش هذا اللقب، ترجمة للإقبال الجماهيري الكبير الذي حظي به داخل المغرب وخارجه - وكذا الجوائز الأخيرة التي حصدها في مهرجانات وطنية ودولية، اضافة الى استحسان النقاد. الا ان موسم 2002 شهد ظاهرة معكوسة وتتعلق للأسف بالمخرج نفسه بخصوص فيلمه الاخير الذي بتنا نخشى ان يبقى لحظة ظلام اي اسماً على مسمى في مسيرة نبيل عيوش إن لم نقل في السينما المغربية. ولا أظن ان الحكومة المغربية - كما الرقابة المغربية - ستجرؤ على الترخيص له بالخروج الى القاعات من وجهتها الأخلاقية. كما ان فريق العدالة والتنمية الاجتماعية المنتمي الى التيار الاسلامي المغربي في البرلمان ناقش وزير الاتصال بخصوص هذا الفيلم مطالباً باسترجاع مبلغ الدعم الذي منح له ومصادرته كلياً. وشخصياً، وبعيداً من المنظور الأخلاقي / الرسمي أجد "لحظة ظلام" أقل أهمية بكثير من "علي زاوا" لنبيل عيوش نفسه شكلاً ومضموناً. فالسؤال الموضوعي الذي يطرح نفسه هو: ما هي الرسالة أو الهدف الصريح أو الخفي في مقاربة الشذوذ الجنسي الرجالي بالذات؟ ثم وهذا هو المهم: كيف تم ذلك؟ وهل من الضروري نسخ الواقع كما هو؟ اضافة الى ان كتابته السينمائية لا ترقى الى مستوى كتابات نبيل السابقة وبناءه الدرامي غير مقنع. موسم الصراع وما دمنا نناقش الانتاج نشير الى الحرب الضروس التي شنتها الغرفة المغربية لمنتجي الافلام خلال هذا الموسم ايضاً ضد المدير العام للمركز السينمائي سهيل بن بركة. اذ وقع 15 مخرجاً منضوياً تحت لوائها عريضة يتهمونه فيها "بالقصور عن القيام بمسؤوليته لتغيبه المستمر عن الادارة واستغلال منصبه لخدمة مصالحه الشخصية التجارية كمنتج وموزع ومالك قاعات"، مطالبين "بإقالته". وبعث بهذه العريضة الى الديوان الملكي والى الحكومة المغربية. فكان أول رد فعل لبن بركة إغلاق قاعاته "الدوليز" امام أفلام الموقعين، وعلى رأسهم سعد الشرايبي، عبد الحي العراقي وأحمد بولان... وتهديد الآخرين هاتفياً - بحسب تصريح الغرفة التي يترأسها صارم الفاسي الفهري - ما دفعهم الى التراجع عن توقيعاتهم متذرعين بأنهم كانوا "ضحية مؤامرة". الشيء الذي أفرز إنشاء غرفة جديدة تضم هؤلاء المتراجعين وغيرهم أطلق عليها اسم: "رابطة المؤلفين والمخرجين والمنتجين المغاربة" تقدمت الى الوزارة المعنية والى مؤسسات أخرى بمقترحات وتصورات لانقاذ الفضاء السمعي - البصري واغنائه من خلال تطوير علاقة السينما المغربية بالتلفزيون المغربي إنتاجاً، وإشهاراً وبثاً، وإحداث معهد عال للتكوين الميداني والتعاون مع المكتب المغربي لحقوق التأليف وأشياء أخرى بدت لها ضرورية لخدمة القطاع. ولم تتوان غرفة المنتجين فطرحت بدورها خلال المهرجان الثاني الدولي للفيلم في مراكش مذكرة ترمي الى اعادة هيكلة السينما المغربية وتطويرها والى إحداث وكالة لترويج الفيلم المغربي تدعمها موازنة قادرة مع تخصيص نسبة مئوية من مصادر تمويل صندوق الدعم السينمائي لفائدة هذه الوكالة... وما زال الصراع محتدماً - خفياً وظاهراً - بين هذه الغرفة من جهة وبين الرابطة الحديثة والمدير العام للمركز السينمائي المغربي من جهة ثانية والذي تنتظر الغرفة تنحيه كلياً من هذا المنصب وهو على كل حال رحيل اصبح الزامياً من الناحية الادارية ببلوغ بن بركة سن التقاعد الكامل 60 سنة يوم الاربعاء 25 كانون الأول ديسمبر 2002. التظاهرات السينمائية شهد الموسم السينمائي المغربي 2002 عدداً من التظاهرات نورد هنا جرداً لأهمها مع التركيز على حجم المساهمة المغربية ونوعيتها لا سيما في تلك التي تتخذ بعداً دولياً مع تعليق موجز متى ارتأيناه ضرورياً تاركين مهمة التقويم للقراء: "مهرجان الفيلم المتوسطي القصير الأول في طنجة" 14-18 حزيران / يونيو من تنظيم وزارة الثقافة والاتصال والمركز السينمائي المغربي. شارك في مسابقته فيلمان مغربيان هما "الحيط" لفوزي بن السعيدي و"رباط" لليلى التركي من دون فوزهما بأية جائزة على رغم نيل الفيلم الثاني جائزة مدينة البندقية في مهرجان السينما الافريقية في ميلانو في الموسم نفسه. وترأس لجنة تحكيم مهرجان طنجة الروائي المغربي الطاهر بن جلون. جائزة الحسن الثاني المنظمة على هامش "مهرجان الرباط الدولي": يوليو 2002 وآلت الى الفيلم المغربي "عود الريح" لداود اولاد السيد الذي لم يوزع تجارياً بعد. وشارك في لجنة التحكيم المخرج المغربي جيلالي فرحاتي وترأستها الممثلة المصرية ليلى علوي. المهرجان الثامن للسينما الافريقية في خريبكة: 14-21 تموز شارك في مسابقته فيلمان مغربيان: "عطش" لسعد الشرايبي و"طيف نزار" لكمال كمال الذي فاز بجائزة أول عمل - وترأس لجنة التحكيم الروائي المغربي محمد برادة، ونظمت المهرجان جمعية تحمل اسمه بتعاون مع مؤسسات اخرى وتميزت هذه الدورة بحدثين مهمين: - أولهما تنظيم العروض والندوات في المركب الثقافي الذي افتتح بالمناسبة. - وثانيهما الاعلان عن عقد المهرجان مرة كل سنة، وهي نقلة ايجابية على رغم ما يكتنفها من مجازفة بالنظر الى شح الانتاج السينمائي الافريقي سنوياً. المهرجان الدولي الثاني للفيلم في مراكش: 18-22 أيلول شارك في مسابقته الرسمية على مستوى الفيلم الروائي الطويل فيلم مغربي واحد هو "وبعد" لمحمد اسماعيل من دون فوزه بأي جائزة. وضمت لجنة التحكيم التي ترأستها الممثلة الفرنسية جان مورو من حيث المغاربة كلاً من الشاعر عبد اللطيف اللعبي والمخرج نبيل عيوش، في حين شملت لجنة التحكيم مسابقة الفيلم القصير - والتي ترأستها المخرجة التونسية مفيدة التلاتلي - الممثل المغربي الشاب محمد مروازي والمخرجة المغربية المقيمة في الخارج ليلى المراكشي التي شارك فيلمها "200 درهم" من خارج المسابقة. ولم ينل الفيلم المغربي والمتباري الوحيد في هذه المسابقة أي جائزة وهو "البيانو" للحسن زينون. كما تكرّم الفنان محمد حسن الجندي في هذا المهرجان. وعموماً يبقى مهرجان مراكش الذي ترأسه الفرنسي دانييل توسكان تظاهرة سينمائية ذات طابع فرنكوفوني تتخذ من المغرب محل ارتفاق لا تكاد السينما ولا السينمائيون المغاربة يستفيدون منها شيئاً يذكر. ولذا طالب الغيورون ومعظمالنقاد على الثقافة الوطنية بمغربته في نواحٍ شتى، حتى وإن أستحدثت في شأنه مؤسسة تحمل اسمه وتشمل في عضويتها التي تضم 24 شخصية مغربية في مجالات مختلفة، وزيرين اثنين: وزير الاقتصاد فتح الله ولعلو ووزير الثقافة محمد الأشعري. وأهم ما يلاحظ بخصوص المهرجانات الدولية المنظمة في المغرب بوفرة، عدم فوز الافلام المغربية بجوائزها الكبرى ، "وبلا شيء" في معظمها باستثناء جائزة الحسن الثاني التي فاز بها فيلم "عود الريح"، وهي على كل حال مسابقة هامشية في اطار مهرجان ثقافي وفني واسع وليس سينمائياً محضاً، ومنحت فقط مجاملة للبلد المضيف - كما يحدث في مصر عادة - إذ كانت هناك افلام أحق منها بها نظراً لقوة طرحها الفكري وجمالية كتابتها السينمائية وعلى رأسها الفيلم السوري "قمران وزيتونة" لعبد اللطيف عبدالمجيد. كما لوحظ إسناد رئاسة لجان تحكيم مهرجانين اثنين من أصل أربعة الى روائيين مغربيين وذلك في منأى شبه تام للرواية المغربية عن السينما المغربية كمصدر للسيناريو! ملتقى الفيلم المغربي بأقاليم الجنوب: 25 نيسان / أبريل - 7 ايار / مايو وينظمه المركز السينمائي المغربي منذ اربع سنوات خلت حيث شملت دورته الاخيرة مدن: العيون - الداخلة، السمارة، بوجدور، آسا، كلميم، طرفاية ثم طانطان، وعلى رغم ما يضطلع به هذا الملتقى من دور إعلامي لفائدة بعض من ساكنة الضفة الصحراوية من بلدنا الحبيب الا ان ثمة انتقادات كثيرة طاولته معتبرة اياه مجرد ضياع للمال العام، خصوصاً انه تزامن هذه السنة مع المجازر الشرسة التي تعرضت لها الاراضي الفلسطينية في مخيمي جنين ورام الله المحاصرتين، ما ادى الى توقيف عدد من التظاهرات الثقافية والفنية في الوطن العربي تضامناً مع الشعب الفلسطيني... ملتقيات الجامعة الوطنية للأندية السينمائية في المغرب: على رغم ضآلة إمكانات الجامعة فقد شهد موسمها الفائت مجموعة من الملتقيات من تنظيم أندية منضوية تحت لوائها أو بتعاون مع مؤسسات اخرى كما حصل في ملتقى متخيل الفيلم المغربي بمؤازرة كلية الآداب في فاس في شهر آذار مارس. أو في الملتقى الثامن للسينما والتربية في سيدي سليمان حيث كرّم المخرج محمد عبدالرحمان التازي من 7 الى 9 حزيران. ثم أيام السرد في السينما المغربية في أواسط تموز فملتقى الفيلم القصير بأزرو اذ كرّم المخرج العربي بناني في متم ذات الشهر، وكل هذه الملتقيات من تنظيم الاندية السينمائىة في المدن المحتضنة لها. اضافة الى اسهام الجامعة في مهرجان خريبكة الافريقي باعتبارها واحدة من مؤسسيه. وانتهى موسمها بتنظيم المجلس الوطني 15 في الرباط يوم 4 تشرين الثاني نوفمبر ولم يكد يعلم به سوى منخرطي الأندية الذين يتضاءل عددهم تباعاً ليبقى الأمل والفضل في استمرار الجامعة راجعاً في الدرجة الأولى الى تضحيات واستماتة في النضال الفردي والجمعوي، اما الجامعة كإطار شامل - وكما شهد شهود من أهلها في المجلس ذاته فقد أصابها نوع من الترهل أجدى بها ان تبحث عن أساليب حديثة لتونع من جديد، وان تنفتح في درجة أوكد - وأشد حرفية، فزمن الهواة ولّى - على هيئات ومؤسسات اخرى وضمنها جمعية نقاد السينما في المغرب التي توجد بدورها في وضع لا تحسد عليه كلياً، وهي من صلبها أينعت، باعتبار ان جل منخرطي مكتب هذه الاخيرة وأعضائها هم اصلاً رواد ومنشطو أندية سينمائية، الا ان ثمة صراعاً خفياً وعداء غير معلن يضطرم بين هذين الاطارين ليس في مصلحة أي منهما: الجامعة الوطنية للأندية السينمائية في المغرب، وجمعية نقاد السينما في المغرب. البرامج السمعية - البصرية ولدى الحديث عن السينما قد يصح الحديث عن أبرز النشاطات التلفزيونية ومنها في القناة الثانية: "سينما النجوم" لبشرى العلمي - "سينما منتصف الليل" لمحمد باكريم - "صورة" لسناء الزعيم ثم مجلة "سينما... سينما". أما القناة الأولى فتقتصر على برنامجين: "سينما الخميس" لعلي حسن و"نادي السينما". والملحوظة العامة بخصوص هذه البرامج اقتصارها على الطابع الاعلامي والفرجوي من دون عتمق في تقديم قراءات نقدية مصاحبة أو لاحقة على رغم التعليق الذي يقدمه الزميل محمد باكريم قبل بداية الفيلم والذي يحد من تأثيره عدم ظهوره على الشاشة ما يجعل البرنامج اذاعياً اكثر منه تلفزيونياً، وبالتالي تبقى البرامج الاذاعية التي يعدها ويقدمها نقاد وصحافيون اكثر فائدة وإشباعاً لنهم الناقد المتهم والمتهم السينمائي بصفة عامة. ففي الاذاعة تتواصل برامج "الفن السابع" لصباح بن داوود في اذاعة الرباط و"المغرب السينمائي" لأحمد سيجلماسي في اذاعة فاس و"دائرة السينما" لعبد الجليل لبويري في اذاعة مراكش و"سينما وفنون بصرية" لمحمد لفتوح في اذاعة طنجة، ثم "عين على الشاشة" لنور الدين بوخصيبي في اذاعة الدار البيضاء. وفي مجال النقد صدرت الكتب التالية: "النقد في صيغة الجمع" لمحمد كلاوي، "السينما الكولونيالية" لادريس الجعيدي وهما باللغة الفرنسية، "السينما الوطنية في المغرب: أسئلة التأسيس والوعي الفني" لحميد تباتو، "التجربة السينمائية لعبدالقادر لقطع" لجمعية نقاد السينما في المغرب، سيناريو "هشو" لشوقي الحمداني، العدد الأول من مجلة "سينما وتلفزيون" لعبدالرزاق الزاهير. ولا يمكن ان ندلي برأي راهن في هذه المطبوعات لتطلبها قراءات خاصة ومعمقة ليس هذا مجالها.