أقامت نقابتا الصحافة والمحررين اللبنانيتان أمس حفلة استقبال في دار نقابة الصحافة لمناسبة السادس من أيار مايو ذكرى شهداء الصحافة، وكرِم من أمضى نصف قرن على مزاولته الصحافة وفي مقدمهم النقيب ملحم كرم. وقال رئيس الوزراء فؤاد السنيورة الذي كان في مقدم المشاركين:"كعادتنا في كل عام نأتي الى هذه الدار لتكريم شهداء الصحافة، الذين هم كثيرون. قبل عام جئنا الى هنا وبعد أسابيع قليلة استشهد الصحافي سمير قصير. لبنان من أكثر البلدان التي تعرضت فيها الكلمة للاغتيال، ولكن ما دام هناك لبناني فيه عرق ينبض، اعتقد بأن الحرية تبقى الأساس بالنسبة اليه وبالتالي بالنسبة الينا. الصحافة في لبنان هي صنو الحرية، واذ نكرم شهداء الصحافة انما نكرم الحريات في لبنان. وأضاف:"أن الحرية في لبنان والتي يمثلها أرباب الصحافة والكتاب ستبقى بخير، لأن لبنان بإرادة اللبنانيين سيبقى بخير. طالما نحن نعمل لحرية الكلمة ومن أجل الحرية ومن أجل القيام بكل ما يؤدي الى الاصلاح الحقيقي في لبنان حتى نستطيع ان نتلاءم مع المتغيرات وأن نحافظ على استقلالنا وحريتنا وسيادتنا". أما النقيب محمد البعلبكي فأشار الى مواقف السنيورة"لا سيما في الفترة الأخيرة"، وأضاف:"كل هذه المواقف تؤكد وجوب احترام الرأي الآخر، وافساح المجال دائماً لتبادل الرأي بالاحترام الكامل بين أصحاب الرأي المختلف، فلا يمكن الوصول الى رأي واحد من غير مثل هذا الحوار الحر الذي هو سمة الانسان الحر، وسمة الأوطان والشعوب الحرة". وزاد:"جميع شهدائنا منذ أيام العثمانيين، منذ تسعين عاماً حتى اليوم، آخرهم كان زميلنا العزيز جبران تويني، لئن ذكرناهم جميعاً فلا بد في هذه المناسبة من أن نستمطر شآبيب الرحمة على نصير الحرية شهيد لبنان دولة الرئيس رفيق الحريري الذي وجدنا فيه أكبر نصير لتحرير التشريع اللبناني من كل نص من شأنه أن يقيد الحرية". أما نقيب المحررين ملحم كرم فقال:"منذ بدء تعاوننا مع الرئيس فؤاد السنيورة كانت الكلمة معاناة كان لها طابع خاص وكنا نسلك معها نمطاً جديداً تطغى عليه الحرية والديموقراطية". وأكد ان الصحافيين"هم أصحاب وقفة تنطلق من قلوبهم وقناعاتهم ومن عقولهم تستهدف فقط قلب لبنان وناصية لبنان". وحيا وزير الاعلام غازي العريضي"كل شهداء لبنان الذين قدموا تضحيات كبيرة من أجل المحافظة على الحرية والديموقراطية والتنوع في لبنان"، وقال:"أحيي في شكل خاص شهداء هذا العام، سمير قصير وجبران تويني والذين أصيبوا واستهدفوا ونجوا وعلى رأسهم الوزير الزميل مروان حمادة والزميلة الإعلامية مي شدياق، وأعتقد أن مثل هذا اللقاء الذي درجت على تنظيمه نقابة الصحافة كل عام ونقابة المحررين وكل الزملاء الصحافيين والسياسيين والمسؤولين في الدولة الذين يؤمون هذه الدار انما ليؤكدوا انهم في موقف واحد وكلمة واحدة دفاعاً عن الحرية والديموقراطية ويعملون من أجل ترسيخ الحرية في لبنان". وتمنى"أن تبقى هذه الحرية عنواناً أساسياً في كل تحركاتنا، أن يبقى الإعلاميون اللبنانيون متضامنين متكافلين حول كل ما يعنيهم من قضايا ومن مسائل وما يعترضهم من مشاكل وأن تبقى هذه المهنة موضع احترام وتقدير من قبل الجميع لأن في ذلك مصلحة لنا جميعاً في المحافظة على كرامة وشرف هذه المهنة التي هي جزء من كرامة الكلمة الحرة".