أثار الشريط المصوّر الذي أصدره زعيم الحزب الإسلامي الأفغاني قلب الدين حكمتيار، وأشاد فيه بزعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن ونائبه الدكتور أيمن الظواهري، لغطاً في أوساط الإسلاميين. إذ في حين اعتبره بعضهم"بيعة"من الزعيم الأفغاني لزعيم"القاعدة"، قال آخرون إن حكمتيار كرر ما قاله جميع قادة الجهاد الأفغاني للعرب وهو انهم"سيردون لهم الجميل"على مشاركتهم في قتال الروس في ثمانينات القرن الماضي. وكان حكمتيار وجّه في شريط بثته قناة"الجزيرة"، أول من أمس، الشكر إلى بن لادن والظواهري و"بقية المجاهدين العرب"لدورهم في"الجهاد ضد الروس"، مؤكداً أنهم قدموا تضحيات سيذكرها الشعب الأفغاني على مدى أجيال. وقال إنه يتمنى"رد الجميل"لهم و"نتمنى أن نشاركهم في معركة يقودونها هم، رايتها بأيديهم، ونحن واقفون الى جانبهم كأنصار لهم". وفسّر القيادي الإسلامي المصري المقيم في بريطانيا الدكتور هاني السباعي كلام حكمتيار بأنه"بيعة". وقال في تعليق مكتوب أرسله الى"الحياة":"نعم إنه تأييد كبير وبيعة كبرى". وبعدما لفت الى أن حكمتيار من أبرز قادة الجهاد الأفغاني"بل أزعم أن كل التنظيمات الجهادية في ذلك الوقت في كفة وحكمتيار وحزبه الإسلامي في كفة أخرى"، رأى"ان تأييد الشيخ حكمتيار وإعلان بيعته صراحة للشيخين بن لادن والظواهري واستعداده للقتال تحت قيادتهما ليس بالأمر الهيّن. فقد طُلب من الشيخ حكمتيار على مدار خمس سنوات من حكم طالبان أن يبايع الملا محمد عمر إلا أنه كان يكرر رفضه ... وقد يكون سبب رفضه لبيعة الملا عمر أنه كان يعتقد أنه أسبق المجاهدين وأن كل هؤلاء الطالبان يُعتبرون تلامذة له فكيف ينضوي تحت لوائهم وهو أكثر خبرة". وتابع إنه ربما كانت"هذه البيعة تمهيداً لبيعة أخرى صريحة للملا عمر كأمير لدولة أفغانستان"، علماً أن بن لادن والظواهري بايعا الملا عمر قبل انهيار حكومته في 2001. لكن الإسلامي الليبي نعمان بن عثمان الذي سبق له أن قاتل في أفغانستان، رأى أن كلام حكمتيار ليس مبايعة، قائلاً إن الزعيم الأفغاني"ليس من النوع الذي ينضوي تحت زعامة أخرى، بل يعتبر نفسه قائداً يتبعه الآخرون". وشرح أن حكمتيار ردد ما قاله للعرب قادة الجهاد الأفغاني، من برهان الدين رباني وعبدرب الرسول سياف وغيرهما، وهو أن الأفغان سيردون الجميل للعرب بعد تحرير بلادهم من الاحتلال الروسي. لكنه أقر بأن شريط حكمتيار صدر على الأرجح بالتنسيق مع قيادة تنظيم"القاعدة"، قائلاً ان ليس سراً أن كثيراً من قادة تنظيم بن لادن ينشطون حالياً في ولاية كونار، معقل حكمتيار، والمناطق التي تقع على القاطع الآخر من الحدود داخل باكستان. ومعلوم، في هذا الإطار، أن الأميركيين قتلوا أخيراً عدداً من قادة"القاعدة"في بجاور الباكستانية عندما قصفوا منزلاً اعتقدوا أن الظواهري ينزل ضيفاً فيه. وبجاور منطقة حدودية تنتقل منها مباشرة الى كونار. وبين الناشطين في تلك المنطقة، كما يُعتقد، القائد العسكري الحالي ل"القاعدة"عبدالهادي العراقي الذي ظهر في شريط مصوّر أخيراً. ولحكمتيار نفوذ قوي في شرق أفغانستان، خصوصاً في كونار التي يُعتقد بانه يقيم فيها، على رغم أن معقله السابق يقع في لوغر القريبة. كما يُعتقد بأن له نفوذاً في نورستان، شمال كونار، المعروفة بصعوبة مسالكها الجبلية وكهوفها. ورأى بن عثمان أن حكمتيار، بحديثه في الشريط بالعربية، يسعى الى حض الشباب العرب على الانضمام الى"القاعدة"، في مؤشر الى"تحالف وثيق"بين الطرفين. وتنشط حركة"طالبان"خصوصاً في مناطق جنوبأفغانستان، مثل قندهار وهلمند.