قدم زعيم تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري البيعة للزعيم الجديد لحركة «طالبان» الملا اختر منصور، في خطوة متوقعة نظراً الى ان الجماعتين تواجهان عدواً مشتركاً يتجسد في تنظيم «داعش» الذي يحاول كسب مواقع على حسابهما. وفي رسالة صوتية نشرت امس، خاطب الظواهري الملا منصور قائلاً: «بوصفي اميراً لجماعة قاعدة الجهاد، اتقدم إليكم ببيعتنا، مجدداً نهج الشيخ أسامة (بن لادن) وإخوانه الشهداء الأبرار في بيعتهم لأمير المؤمنين الملا محمد عمر» الذي اعلنت وفاته في تموز (يوليو) الماضي. وجدد الظواهري التأكيد بأن «كل من بايعوا بن لادن والقاعدة دخلوا في البيعة» ل «الإمارة الإسلامية» التي أقامتها «طالبان» في افغانستان. وأضاف مخاطباً الملا منصور: «نبايعكم على الجهاد لتحرير كل شبر من ديار المسلمين المغتصبة السليبة من كاشغر الى الأندلس، ومن القوقاز الى الصومال ووسط افريقيا، ومن كشمير الى القدس، ومن الفيليبين الى كابول وبخارى وسمرقند». ووصف زعيم «القاعدة» الزعيم الجديد ل «طالبان» ب «أمير المؤمنين»، ووجه اليه تعزية قائلاً: «بلغنا بمزيد من الحزن والأسى خسارتنا والأمة المسلمة والمجاهدين، لأميرنا الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله». وأكد الظواهري ان مبايعته منصور تشكل «استمراراً على طريق الجهاد وسعياً في جمع كلمة المجاهدين». ورأى مراقبون ان الظواهري اراد من هذه المبايعة اعطاء دفع معنوي لتنظيم «القاعدة» ورفع معنويات انصاره من خلال تأكيد تحالفه مع «طالبان» التي نجحت في تثبيت حضورها في افغانستان رغم الحملة التي واجهتها منذ هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. كما ان الظواهري ربما استشف تأييد القادة الأصوليين في افغانستانوباكستان لاختيار الملا منصور على رأس «طالبان»، خصوصاً أن بعض هؤلاء ليس بعيداً عن توجهات الاستخبارات العسكرية الباكستانية. ويأتي هذا التطور في وقت بالغ الحساسية بالنسبة الى إسلام آباد التي تخوض حرباً مع «طالبان باكستان» في وقت جنحت الأخيرة نحو تأييد «داعش» التي تشكل عدواً مشتركاً ومنافساً رئيسياً ل «القاعدة» و»طالبان» الأفغانية. ويتردد ان اختيار منصور على رأس الحركة الأفغانية تم برضى ضمني من الباكستانيين، الأمر الذي دفع الرئيس الأفغاني أشرف غاني الى شن هجوم عنيف على باكستان بعد هجمات متكررة شنتها «طالبان» في افغانستان أخيراً، وطالب غاني إسلام آباد بالتحرك ضد الحركة. وتوجه وفد افغاني الى باكستان امس، للبحث عن سبل لإحياء محادثات السلام المعلقة مع «طالبان». واستبق مستشار الأمن القومي الباكستاني سرتاج عزيز وصول الوفد الأفغاني بتأكيد ان المصالحة في افغانستان تشكل «اولوية» بالنسبة الى باكستان. ويرأس الوفد الأفغاني وزير الخارجية صلاح الدين رباني ويضم مستشار الأمن القومي حنيف أتمار والقائم بأعمال وزير الدفاع معصوم ستانيكزاي ورئيس الاستخبارات رحمة الله نبيل. وقال مستشار الأمن القومي الباكستاني للصحافيين امس، إنه يتفهم غضب الرئيس الأفغاني ويأمل بتبديد أي «سوء تفاهم» خلال المحادثات مع وفد كابول. وأضاف: «من الواضح أنهم يشعرون بخيبة أمل لأن التفجيرات ومحادثات السلام لا تتوافقان».