فاجأ مدير وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي بورتر غوس امس المراقبين بتقديمه استقالته من منصبه بعد نحو عام من تسلمها من دون اعلان الاسباب. واعلن الرئيس جورج بوش في لقاء صحافي عاجل عقده في البيت الابيض قبول الاستقالة، مشيدا بإنجازات غوس على صعيد اعادة هيكلة الوكالة ورفع سوية التنسيق بين اجهزة الاستخبارات الاميركية الاخرى والتي يبلغ عددها 14 جهازا. وكان بوش عين غوس في العام الماضي بعد مرحلة انتقالية استمرت شهورا اعقبت استقالة جورج تينيت الذي خدم اكثر من ثمانية اعوام في المنصب. وتوجه استقالة غوس ضربة للرئيس الاميركي الذي كان كلفه تصميم وتنفيذ خطة مدتها خمس سنوات لإعادة هيكلة الوكالة وتجنيد مئات العملاء والمحللين الاستخباريين لتعزيز قدرات اميركا في سياق الحرب على الارهاب وبخاصة من العالم العربي. وجاءت استقالة غوس بعد يومين من صدور الحكم بالسجن المؤبد على زكريا الموسوي، الفرنسي من اصل مغربي، لادانته بعلاقته بتنظيم"القاعدة"ودوره في اعتداءات 11 ايلول 2001. كما جاءت وسط تسريبات عن استياء غوس من اصرار مدير الاستخبارات الوطنية جون نيغروبونتي على التدخل في عملية اعادة هيكلة"سي آي اي"والاستئثار بالعلاقة المباشرة مع الرئيس في البيت الابيض. كما جاءت الاستقالة ? المفاجأة بعد ايام من طرد موظفة في الوكالة ماري ماكارثي بعد اتهامها بتسريب معلومات لصحيفة"واشنطن بوست"العام الماضي عن احتفاظ اميركا بسجون سرية في دول اوروبا الشرقية. وتمكن المحققون في الوكالة من كشف دورها في التسريب بعد اجبارها على الخضوع لجهاز كشف الكذب، وهو ما اصر غوس على تطبيقه على عدد كبير من الموظفين في الوكالة، ما اثار استياء كبيرا واستقالات بين اوساطهم.