أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي أي بورتر غوس أن ستيفن كابس نائب مدير العمليات السرية ومساعده مايكل سوليك"أعلنا رسمياً انهما سيستقيلان من منصبيهما". وأكد غوس أنه"لن يحصل فراغ في عملياتنا لمكافحة الإرهاب، ولا في أي من نشاطاتنا الحيوية". وقال انه طلب من مسؤول آخر كبير في الوكالة"بذل في الفترة الأخيرة جهوداً كبيرة في مكافحة الإرهاب، أن يكون نائب مدير العمليات السرية". وأضاف:"بدأت الإجراءات لتعيين نائب مدير جديد للعمليات". وتأتي الاستقالتان وسط اضطرابات تمر بها الوكالة في ظل قيادتها الجديدة، فيما يسعى مديرها الجديد إلى فرض سيطرته. وتضافان الى تلك التي أعلنها الجمعة نائب مدير الوكالة جون ماكليلين الذي عمل في الوكالة مدة 23 عاماً، وتولى إدارتها بالوكالة بعد استقالة مديرها جورج تينيت في حزيران يونيو الماضي. وكان الاختصاصي في مكافحة الارهاب مايكل سوير استقال بدوره من الوكالة بعد اصداره كتاباً ينتقد فيه"الغطرسة الامبريالية"للادارة. وأعلم كابس وسوليك، وكلاهما من المخضرمين في الوكالة ولهما سجل وظائف في مختلف أنحاء العالم، زملاءهما أنهما سيقدمان استقالتهما من الوكالة الاثنين. ومعلوم أن أعضاء وكالة الاستخبارات الأميركية ممنوعون من التحدث إلى وسائل الإعلام، لكن مسؤولين سابقين في الوكالة أشاروا إلى وقوع خلافات داخلية كبيرة مع وصول غوس. وقبل ترشيحه لإدارتها، قال غوس أنه يعتقد بأن الوكالة فشلت في مهمتها الجوهرية. ويتوقع حصول المزيد من الاستقالات داخل"سي آي أي"خلال الأيام والأسابيع المقبلة، إلا أنه لا يعرف حتى الآن ما ستؤول إليه الوكالة وفيما إذا كانت ستصبح أقوى وأكثر فاعلية. مطالبة بإيضاحات وطلب نائبان ديموقراطيان اول من امس، من المدير الجديد للوكالة بورتر غوس شرح أسباب هذه الاستقالات المتتالية. وأكدت المسؤولة الثانية الديموقراطية في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب جاين هارمن ان التغييرات التي أجراها غوس النائب الجمهوري عن فلوريدا أدت الى تفجر وكالة الاستخبارات من الداخل. من جانبه، انتقد السناتور الجمهوري البارز جون ماكين"سوء عمل"الوكالة التي وصفها بأنها منظمة"سيئة"تحتاج الى إصلاحات. وقال أن"إصلاحها ضروري جداً". وقال:"هذه وكالة لا تعمل وهي وكالة سيئة في بعض جوانبها". كما انتقد أيضاً الوكالة لأنها سهلت تسريب معلومات الى وسائل الإعلام"كان يمكن أن تكون مضرة للرئيس"قبل انتخابات الثاني من تشرين الثاني نوفمبر الجاري. من جهته، أعلن الرئيس الحالي للجنة الاستخبارات في مجلس النواب، النائب الجمهوري بيتر هوكسترا انه لم يفاجأ بهذه التوترات وهذه الاستقالات خلال الفترة الانتقالية التي تلي تعيين مدير جديد للوكالة يقوم بإصلاحها. وأضاف أن"بورتر غوس سيضفي على الوكالة طابعاً جديداً، وهو مديرها، وإذا أحس هؤلاء الأشخاص بأنهم ليسوا على ما يرام مع إدارة الوكالة فأفضل ما يفعلونه هو الاستقالة". وكان أعضاء الكونغرس انتقدوا بشدة خلال الأشهر القليلة الماضية وكالة الاستخبارات المركزية، خصوصاً بسبب المعلومات التي قدمتها في شأن الترسانة العراقية من أسلحة الدمار الشامل وتبين أنها كانت خاطئة، إضافة الى عدم تمكنها من تجنب اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. وكان غوس عمل في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قبل أن يدخل مجلس النواب الأميركي، وعندما تسلم رئاسة هذه الوكالة جلب معه ابرز معاونيه البرلمانيين. وفي إطار منفصل، ذكرت شبكة"سي أن أن"أن بيتر غوس يسعى إلى إجراء بعض التعديلات على صلاحيات"سي آي أي"لتمكينها من عقد اتفاقات مع الاستخبارات الأردنية تتعلق بتبادل المعلومات.