اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش امس ترشيح نائب مدير الامن الوطني الجنرال في سلاح الجو مايكل هايدن مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي، خلفا للمدير المستقيل بورتر غوس وسط مخاوف من مواجهة ترشيحه معارضة في الكونغرس بسبب تحفظات عن تعيين عسكري لإدارة مؤسسة مدنية. ووصف بوش هايدن، لدى اعلانه ترشيحه من البيت الابيض، بأنه"افضل شخص للمهمة"، فيما قال معارضون ان هايدن متورط بدعم برنامج التجسس على مواطنين اميركيين من دون إذن قضائي مسبق عندما كان مديرا لوكالة الاستخبارات الوطنية ان آس اي، ما قد يصعب إقرار ترشيحه في مجلس الشيوخ بحسب ما يقتضيه القانون. وقال مسؤولون في البيت الابيض ان بوش قرر نقل نائب مدير"سي آي اي"الحالي الادميرال في البحرية البرت كالاند من موقعه للتخفيف من وقع تعيين جنرال في منصب مدير الوكالة الذي يشغله عادة مدنيون. كما قد يقرر هايدن التقاعد من منصبه العسكري لطمأنة القلقين ازاء علاقته بالبنتاغون ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وقال رئيس لجنة الشؤون القانونية في مجلس الشيوخ آرلن سبكتر جمهوري انه سيستغل ترشيح هايدن لإثارة موضوع التجسس الداخلي، مشيرا الى انه قد يقرر تعطيل التصويت على الترشيح الى حين حصوله على اجابات مقنعة في هذا الشأن. وقال عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بيتر هوكسترا جمهوري انه يخشى أن يتحول النقاش في الكونغرس الى جدل حول مسألة التجسس الداخلي بدل التركيز على مستقبل"سي آي اي"وخطط الاصلاح لأجهزة الاستخبارات الاميركية. وانتقد زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ السناتور جوزف بايدن ترشيح هايدن بسبب رتبته العسكرية، معتبرا ان ذلك سيعطي موظفي وكالة الاستخبارات المركزية"انطباعا بأن البنتاغون سيبتلع الوكالة". غير ان مستشار الامن القومي ستيفن هادلي رد على الانتقادات في مقابلات تلفزيونية بإشارته الى سوابق بتعيين عسكريين في ادارة"سي آي اي"، مؤكدا ان مدير الوكالة"سيخضع للبيت الابيض وليس لوزارة الدفاع البنتاغون". وقال المستشار في البيت الابيض دان بارتليت ان هايدن سيكون خامس مدير للوكالة يلبس بزة عسكرية. وجاءت استقالة غوس بمثابة تكريس لتراجع دور"سي آي اي"، خلال العام الماضي، بوصفها وكالة الاستخبارات الاكبر والأهم، لمصلحة دائرة الاستخبارات الوطنية برئاسة جون نيغروبونتي الذي عمل خلال العام الماضي على استقطاب ابرز المحللين في الوكالة للعمل معه. وفقد غوس منذ تعيينه قبل 18 شهراً أكثر من 15 مسؤولاً كبيراً، بمن فيهم رؤساء اقسام استقال بعضهم وتقاعد بعضهم الآخر مبكراً، من بينهم روبرت ريتشر، مسؤول دائرة الشرق الادنى الذي استقال احتجاجا على اسلوب غوس في ادارة الوكالة. وذكرت مجلة"تايم"في عددها الاخير ان نيغروبونتي كان قرر الاسبوع الماضي سحب المزيد من صلاحيات غوس في شؤون تحليل المعلومات الاستخبارية عن الجماعات الارهابية وتهديداتها المحتملة، ما قد يكون السبب وراء الاستقالة المفاجئة. كما نجح نيغروبونتي في الاستئثار بعقد اللقاءات مع مديري اجهزة الاستخبارات الاجنبية، التي كانت من ضمن صلاحيات مدير"سي آي اي"المستقيل، علما أن التعاون مع اجهزة الاستخبارات الاجنبية، تعتبر من بين اهم مصادر المعلومات الاستخبارية بالنسبة للاستخبارات الاميركية. بوش والاسلام على صعيد آخر أ ف ب اعترف الرئيس بوش بأن بعض تصريحاته"أثارت مخاوف في العالم الاسلامي"، وأبدى ارتياحه الى كون"الإسلام الحقيقي دين سلام"و"المسلمون يحترمون قيم غيرهم". وقال:"يمكن للكلمات أن تحمل معاني مختلفة تماماً، ففي بعض الأحيان توجد في رسائلي إشارات غير مقصودة على الإطلاق". وقال الرئيس الاميركي، في مقابلة نشرتها أمس صحيفة"بيلد" الألمانية، ان"هناك قيماً مشتركة بين الديانات السماوية الثلاث، يجب ألا نسمح لمتطرفين إسلاميين بأن يلطخوا صورة الاسلام وأن يتخذوا قرارات في شأن طابعه". وأكد الحاجة الى"تفاهم اكبر بين العالم الاسلامي والغرب"، وقال:"علينا ان نجد سبلاً لتواصل أفضل بين الافراد". ورأى ان"تقويم النصر أو الهزيمة في الحرب على الارهاب، لا يتم على أساس نجاح انتحاري في تفجير نفسه، بل يقاس بمقدار إرساء ديموقراطيات جديدة في أنحاء العالم، لتقليص المساحة التي يمكن العدو ايجاد مأوى فيها".