فشل البابا بينيدكتوس السادس عشر فشلاً تاريخياً وانسانياً وأخلاقياً في زيارته الى آوشفيتز. فهو وصل الى المعتقل في سيارة ألمانية سوداء مصفحة. وألقى خطبة تثير الغضب، فتلفظ بكلمات رخوة مثل"التسامح"و"التفاهم". وصلى من غير طلب الصفح والاستغفار عن الجرائم التي ارتكبها شعبه. واستقل بعدها سيارة"المرسيدس"الألمانية السوداء المصفحة، وتوارى قافلاً الى روما. فكانت زيارة من غير طائل. ولم يقم البابا الألماني بآوشفيتز بالأمر البسيط المتوقع: فلم يركع بين أنقاض الأبنية المهدمة، ولم يرفع عينيه الى السماء، ولم يطلب الصفح عن محرقة ستة ملايين يهودي لا باسمه، ولا باسم المانيا، ولا حتى باسم الكنيسة الكاثوليكية. وكرر بينيدكتوس السادس عشر مرات في خطبته انه لم يكن في وسعه ألاّ يزور آوشفيتز. فلماذا يا ترى؟ هل ليقول لنا، يهوداً وبولنديين، ان الشعب الألماني الطيب كان ضحية سيطرة العصابات النازية؟ فالحق أنها رسالة خاطئة تاريخياً وباطلة أخلاقياً. وذكرتنا زيارة بينيدكتوس بزيارة أخرى هي زيارة البابا البولندي يوحنا بولس الثاني الى آوشفيتز في 1979. ولكن الفارق كبير بين الرجلين والزيارتين. فيوحنا بولس الثاني كانت زيارته فاتحة مصالحة تاريخية بين الكنيسة المسيحية وبين اليهودية توجها البابا نفسه بزيارته اسرائيل، في ربيع 2000. ولا ريب في أن الزمن تغير. ولكن ماذا قال البابا لبليون من الكاثوليك في أنحاء العالم، في زيارته الى آوشفيتز؟ فهو نسي العداء للسامية، ونسي كراهية اليهود، ونسي خطايا كنيسته وشعبه، واكتفى بإدانات جهورية للكراهية من أين أتت وأين حلت. وعليه، آب بالسلامة، وتولى بوجهه عن المشكلات الراهنة. عن سيفر بلوتسكر، "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية . 29/5/2006