قتل أكثر من 2808 أشخاص في زلزال بقوة 6.2 درجات على مقياس ريختر المفتوح ضرب إقليم يوجياكارتا في جزيرة جاوا الاندونيسية امس. ويحتضن الإقليم مواقع سياحية شهيرة، أهمها قصر السلطان ومعابد برامبانان الهندوسية ومعبد بوروبودور البوذي، الأكبر في العالم. وأعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية الإندونيسية ان معظم الضحايا من منطقة بانتول المكتظة بالسكان جنوب إقليم يوجياكارتا والتي تبعد مسافة 35 كيلومتراً من موقع بركان ميرابي الذي يبلغ ارتفاعه ثلاثة آلاف متر، وهدد نشاطه المخيف الذي تخللته سيول من الحمم وسحب متوهجة المنطقة في الأسابيع الأخيرة. وأكدت الوزارة إصابة 2500 شخص بجروح خطرة، ما يرجح ارتفاع عدد الضحايا. وأرسلت جثث مغطاة بقطع من القماش والمصفوفة على الأرض الى مشارح مستحدثة في المستشفيات حيث تعمل قاعات الجراحة بأقصى طاقتها. وانهار اكثر من 3800 منزل كلياً او جزئياً في منطقتي بانتول وكولونبروغو، كذلك قاعة انتظار في مطار يوجياكارتا والذي ارجئت كل رحلاته الجوية الى اجل غير مسمى. وعلق شخص واحد على الأقل تحت هيكل فولاذي منهار. وأكدت الشرطة انقطاع الاتصالات الهاتفية والتيار الكهربائي في الإقليم في شكل شبه كامل، في حين ارسل الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو وزير الصحة ستي فضيلة سوباري ووزير الشؤون الاجتماعية بختيار شمسياه لتنسيق أعمال الإغاثة. وتشهد اندونيسيا، وهي ارخبيل كبير يضم آلاف الجزر، زلازل كثيرة وثورات براكين بسبب وقوعها في منطقة تعرف باسم"حزام النار"في المحيط الهادئ تنتج من التقاء الطبقتين التكتونيتين الآسيوية - الأوروبية والهندية - الأسترالية. وأوضح جيوسيبي اردوينو، اختصاصي علم الجيولوجيا في مكتب منظمة"اليونسكو"التابعة للأمم المتحدة في إندونيسيا، ان"الطبقتين تتقاربان بمعدل حوالى خمسة سنتيمترات في السنة فتنزلق الأولى تحت الثانية، ما يؤدي الى تراكم الضغط وصولاً الى وقوع زلازل، كما تتسبب بفوران بركاني حيث تذوب الطبقة التحتية من الأرض وتقذف حمماً". وقال اردوينو:"لم ينتج الزلزال الحالي عن بركان ميرابي، بل من تزايد النشاط التكتوني الذي يتسبب بثورة ميرابي أيضاً". وسجلت في اندونيسيا اكبر ظاهرتين أرضيتين في الأزمنة الحديثة هما ثورة بركان تمبورا عام 1815 التي كانت الأعنف في التاريخ، ثم انفجار بركان كراكاتوا عام 1883 الذي أثار مداً بحرياً تردد عبر العالم وتسبب بتغير المناخ في القارات الخمس. وفي 26 كانون الأول ديسمبر 2004، تسبب زلزال تجاوزت قوته ال 9 درجات على مقياس ريختر المفتوح قبالة سواحل سومطرة بأمواج المد"تسونامي"ضربت اكثر من عشر دول في المحيط الهندي، وأسفرت عن مقتل اكثر من 168 ألف شخص. وفي أعقاب ظاهرة"تسونامي"، سجلت ثورة البركان لوسر في إقليم اتشيه، وزلزال نياس في 28 آذار مارس 2005 الذي تلاه استئناف النشاط البركاني في بحيرة توبا في سومطرة.