سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لندن تدعو العالم الى دعم "الديموقراطية الوليدة" ... وأول قرارات الحكومة الايطالية سيكون الانسحاب من العراق . اميركا وايران تتراجعان عن تعهدهما الحوار المباشر
بعد أقل من 24 ساعة على تراجع الولاياتالمتحدة عن عزمها على الحوار المباشر مع طهران حول العراق، أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي، خلال زيارته لبغداد أمس، أن طهران أيضاً ترفض هذا الحوار بعدما"خلقت واشنطن جواً سلبياً وأقحمت قضايا أخرى"في هذه المسألة. وفي مؤشر الى"النهج الجديد"الذي تصوغه واشنطن ولندن للتعاطي مع الملف العراقي، طالب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير المجتمع الدولي أمس ب"وضع خلافاته جانباً"لمساعدة"الوليد الديموقراطي"في العراق. وكان أقر، خلال مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس جورج بوش في واشنطن أمس، بسلسلة أخطاء ارتكبها البلدان، أهمها"طريقة اجتثاث حزب البعث وعمليات التعذيب في سجن أبو غريب". لكن دعوة بلير هذه لم يكن لها صدى في روما، حيث أعلنت الحكومة الجديدة برئاسة رومانو برودي في بيان أمس، أن أول قراراتها سيكون"سحب"قواتها من العراق. في بغداد، حمل متقي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، واشنطن مسؤولية وقف الحوار، وقال:"سبق أن قررنا عزمنا على الحوار المباشر مع أميركا في الملف العراقي، لكن لسوء الحظ حاول الجانب الأميركي أن يستخدم ذلك دعاية وأقحم فيه بعض القضايا الأخرى". ولفت الى أن الأميركيين"حاولوا خلق جو سلبي وانتهجوا سياسة خطأ، ما دفعنا الى اتخاذ القرار بعدم الحوار بعدما رحبنا به عندما اقترحه علينا قادة عراقيون". وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أعلن نهاية الشهر الماضي أن"لا جدوى من الحوار مع الولاياتالمتحدة". وقال:"نعتقد بأنه مع تشكيل حكومة مستقرة في العراق، تنتفي الحاجة الى مثل هذا الحوار". ولم يصدر أي رد فعل عراقي على قرار البلدين وقف الحوار، لكن رئيس الوزراء نوري المالكي دعا، اثر استقباله متقي، إلى"تجاوز ما خلفته سياسات النظام السابق مع الدول المجاورة لأن استقرار الوضع الأمني في العراق سيكون في مصلحة كل دول المنطقة"، وأعرب عن استعداد حكومته لتفعيل اللجنة المشتركة بين البلدين. في واشنطن، دعا بلير في خطاب في جامعة جورج تاون، العالم الى تجاوز خلافاته لدعم الحكومة العراقية الجديدة. وقال:"يفترض أن يكون الوقت للمصالحة ليس في العراق وحده، بل ضمن المجموعة الدولية". وأضاف:"الحرب قسمت العالم، لكن معركة العراقيين من أجل الديموقراطية يفترض أن توحده". وتابع:"يمكن أن تكونوا غير موافقين على قرار اجتياح العراق"، و"يمكنكم الاعتقاد بأن أخطاء ارتكبت، لكن ينبغي عليكم جميعاً الاعتراف بالجهد الذي بذل في السباق الى الحرية ... لا أريد أن أثير الجدل السابق، أريد أن أكون مدافعاً عن تفهم جديد". وكان بلير وبوش أعلنا ما يشبه النقد الذاتي خلال مؤتمر صحافي عقداه أول من أمس في البيت الأبيض، واعترفا بارتكاب أخطاء في الحرب على العراق، لكنهما دافعا عن الغزو وبرراه. وأقر بوش بهفوات لغوية وبطريقته غير الديبلوماسية في تصريحاته عام 2003، وقال:"تعلمت بعض الدروس في التعبير عن نفسي بطريقة ناضجة". وزاد أن"فضيحة أبو غريب"هي"أكبر الأخطاء حتى الآن بالنسبة الينا ونحن ندفع ثمن ذلك". ولم يتطرق أي من الرئيسين الى الحوار مع إيران، لكن الناطق باسم البيت الأبيض كان صرح أول من مس بأنه"على رغم تكليف سفيرنا لدى العراق زلماي خليل زاد اجراء محادثات مع طهران، إلا أننا قررنا عدم المضي فيها". ويبدو أن قرار البيت الأبيض كان لحسم خلافات داخل الإدارة الأميركية، بين مؤيد للحوار مع طهران ومعارض لها. إذ أن خليل زاد كان أعلن الأحد أن"تشكيل الحكومة العراقية فتح الطريق أمام المحادثات... لدينا الكثير من المواضيع لمناقشتها معهم الإيرانيين في ما يتعلق بمخاوفنا وتصورنا للعراق، ونحن على استعداد للاستماع اليهم".