انتهت الحياة المجنونة التي عشتها وغنيت لها"فيدا لوكا". وها أنا ماض في جولتي العالمية التي بدأتها في نيو مكسيكو في الخريف المنصرم... لإيصال رسالة سلام وحرية للعالم"، بهذه الكلمات استهل الفنان البورتوريكي ريكي مارتن المؤتمر الصحافي الذي عقدته اللجنة المنظمة لمهرجانات بيت الدين في بيروت أمس، للوقوف على تفاصيل الحفلة الأولى له في الشرق الأوسط والوحيدة في لبنان. بكثير من المفاتن التي لم تجذب عين النجم، استقبلت الإعلاميات مارتن. معجبات جلسن في الصف الأول لمعرفة تفاصيل الحفلة، وخلفهن عدد خجول من الصحافيين... ورقم أكبر من المشكوك في ميولهم الجنسية. وفي الجلسة التي بدت"جنبلاطية"بامتياز، نظراً الى ديموقراطية اللجنة المنظمة التي تترأسها نورا وليد جنبلاط، والتي استعاضت عن مواعيد لمحاورة النجم بسؤال واحد لكل حاضر، رفض مارتن الخوض في تفاصيل تتعلق بحياته الخاصة وميوله الجنسية. واكتفى بالقول:"إنها إشاعات. عندما لا يكون لدى الناس حياة خاصة يحاولون سرقة حياتك. أُصلّي لهم حتى تصبح لديهم حياتهم بدلاً من بث الأفكار الهدامة". وأضاف:"اخترت أن أتجاهل الجهلة لئلا يسمموا حياتي". ورفض مارتن الربط بين برمجة حفلته في بيروت المقررة غداً السبت قبل انطلاق موسم المهرجانات وتليهها حفلته في مصر، وموعد حفلة ختامية في إسرائيل كادت تؤثر على برنامجه في الشرق الأوسط. وفضل في ردّ على سؤال لپ"الحياة"ترك الأمر لمدير أعماله الذي يعنى بتفاصيل جولته في العالم، لا سيما بعد معلومات عن احتمال إلغاء حفلته في الأراضي المحتلة، إثر نقلها من قاعة إلى أخرى اصغر حجماً. وتذكر حفلة مارتن بأخرى سابقة أحياها قبل ثلاث سنوات المغني الأفريقي - الأميركي شاغي الذي فشل في استقطاب الحضور المفترض بسبب وصمة حرب الخليج الثانية التي شارك فيها كضابط في الجيش الأميركي. لكن الوضع مع مارتن مختلف. فهو يقدم نفسه"سفيراً للمحبة"في العالم، باحثاً عن"السلام العالمي"، على حد تعبيره، ما كاد يجعله منافساً للممثلة ساندرا بولوك على دورها في فيلم"مس كونجنياليتي"لكثرة ما استخدم من مصطلحات تعتمدها ملكات الجمال في المسابقات على اللقب. واستفاض ريكي في حديثه عن جمعيته الخيرية التي تحمل اسمه وتعنى بمحاربة بغاء القاصرات، مؤكداً أن"الموسيقى حجة ووسيلة لما سيحصل لاحقاً في حياتي"، وأضاف:"بعد الغناء منذ الثانية عشرة من عمري، فضلت العودة إلى الطفل في ذاتي الذي أضعته للبحث عنه وتعويضه ما فاته". ولم يتفق المغني الشاب مع ما يردده كثر من المغنين العرب، أكدوا انهم يرفضون بلوغ العالمية بغير لغتهم الأم. وقال ل"الحياة"إن أول ألبوم غنائي له حقق مبيعات قياسية كان باللغة الإسبانية، قبل الغناء بالفرنسية والبرتغالية، ثم بالإنكليزية وبها باع ملايين الأسطوانات حول العالم. وفيما لفت إلى أن"الغناء بالإنكليزية لن يكون نهاية المطاف وستكون لي عودة الى الإسبانية في أعمال لاحقة"، تمنى مارتن الرجوع إلى العالم العربي من جديد لكونه يحمل دماء"لاتينية وإسبانية وأندلسية"، وربما للغناء يوماً ما مع فنانين عرب.