10 آلاف شاب وشابة احتشدوا في ساحة الشهداء في وسط بيروت لمشاهدة المغني الجمايكي الأميركي شاغي وفرقته المؤلفة من 25 راقصاً وموسيقياً في حفلة واحدة في لبنان، هي الأولى له في العالم العربي بعد الحرب على العراق. وعلى رغم تخوف بعض المصادر المقربة من شركة "روجر قلاووز" المنظمة للحدث، من تأثير خدمة "مستر بومباستيك" في حرب الخليج الثانية على استقطاب الجمهور اللبناني، نفدت البطاقات في مراكز البيع المنتشرة في العاصمة اللبنانية. وعقد "السيد العاشق" كما يلقب لتغنيه بالمرأة مؤتمراً صحافياً ظهر أمس في فندق "غراند هيل" في برمانا في المتن، تحدث خلاله عن ذاته وأعماله والحفلة ومخططاته المقبلة. مرافقون خاصّون من قوى الأمن اللبنانية وسمراوات أفرو - اميركيات احتشدوا في الفندق الذي عرف حضوراً صحافيا متواضعاً ربما لانشغال الوسائل الإعلامية بمهرجانات الصيف اللبناني. غير أن منظمي الحدث قالوا ل"الحياة" أن "ما يهم هو آلاف الشباب الذين تجمهروا في ساحة الشهداء لمشاهدة نجم الشباب يغني"، مؤكدين أن جمهور المهرجانات في المدن الأثرية اللبنانية مختلف، "ولشاغي جمهور يريد الرقص والاستمتاع ولا يحب ذاك النوع من الحفلات". يدخل شاغي الخارج للتو من حوض السباحة ليتحدث عن مفاجأته بالتغيير الذي طرأ على لبنان الذي زاره عام 1999، إذ قال: "تغير البلد كثيراً، كما لو انه انتزعت مدن ووضعت مكانها أخرى جديدة، كذلك الأمر بالنسبة إلى المطار. ما يعتبر أمراً إيجابياً جداً". وعن تحوله إلى "رمز كرتوني" في نظر الكثيرين قال: "ربما الأمر يعود إلى كون شعري أشبه بشعر النجم الكرتوني سكوبي دو". شاغي، واسمه الحقيقي اورفيل ريتشارد باريل، أكد ل"الحياة" انه لم يكن يوماً من محبي الحرب وإن كان سبق وشارك في حرب الخليج. وأضاف: "لم أكن جندياً منضبطاًً وإن كنت برتبة كوماندوس. لو بقيت في الجيش لصرت جنرالاً لكنني فضلت الموسيقى". ثم قال: "مشاركتي في عاصفة الصحراء كانت مهنة بالنسبة إلي. لم يكن في مقدوري معارضة إرسالي إلى الحرب. غير أنني عدت واستقلت للتفرغ للموسيقى". ولفت شاغي إلى أن احترافه الموسيقى جاء من باب المصادفة: "أنا لم اخطط لشيء في حياتي. لست ممن يحلم بأن يصير نجماً ويسعى خلف حلمه. كان الأمر هواية وتحول إلى مهنة". وشاغي يتغنى بالمرأة وبالجمال "على اعتبار أنني تربيت على يد أم عازبة. أمي في نظري والدي ووالدتي وأسرتي لذا احترمها وأحترم كل امرأة تكافح للعيش ولتربية أولادها. كما أن جميع نجاحاتي سببها نساء وقفن إلى جانبي وعملن معي". عادة حب النساء وعن كون معظم معجبيه من النساء قال: "جمهوري يضم المراهقين والشباب والكهلة والنساء بشكل خاص... وهو أمر لا يحزنني أو يزعجني إطلاقاً". ومضى قائلاً: "أنا مصاب بعادة حب النساء، وهي عادة لا يمكنني التخلص منها أو مقاومتها. أعشق المرأة الذكية والمرحة لكنني أحبها أيضا جميلة وجذابة". مهنيّاً، بدا شاغي سعيداً بأعماله الموسيقية وما تركت من أثر في نفوس الجماهير، وإن كان حزيناً بعض الشيء للمشكلات التي واجهها مع شركات الإنتاج إذ قال: "غيرت الكثير من شركات التسجيل ذلك أن حظي كان عاثراً في هذا الأمر. فشركة "أم سي إيه" مثلاً أفلست وكان لي عقد معها ما جعل عملي في غاية الصعوبة". غير أنه عبر في المقابل عن سعادته لتعامله الحالي مع شركة "جيمي آيفن" للإنتاج متوقعاً أن يحقق ألبومه المقبل نجاحاً كبيراً. وأشار شاغي إلى أن جولاته الموسيقية حول العالم ستنتهي في أيلول سبتمبر ليعود إلى نيويورك ويتفرغ لألبومه المقبل الذي سيضم مبدئياً 5 أغان. ولد شاغي في كينغستون جمايكا في تشرين الأول أكتوبر 1968، وانتقل إلى بروكلين وهو في ال 18 من العمر، وبدأ يغني الراغاي على خشبات نيويورك. أول أغنية له حملت عنوان "رجل في فناء منزلي" وهو في العشرين من العمر. التحق عام 1988 بقوات البحرية الأميركية وحارب عند الخطوط الدفاعية الأمامية خلال عملية "عاصفة الصحراء". تمركز لدى عودته إلى الولاياتالمتحدة في قاعدة "لو جون" في كارولينا الشمالية ثم استقال لينتقل الى نيويورك ويتفرغ للفن. قدم أغنية "أوه كارولينا" الشهيرة مرتدياً الزي العسكري وبلغ عدد الأسطوانات التي باعها من الأغنية 600 ألف نسخة، حتى لفت انتباه شركة "فيرجن" للإنتاج الموسيقي فضمته تحت جناحها. قدم بعد ذلك ألبوم "متعة بحت" 1993، "دابرمان أصيل" 1994 ، "بومباستيك" 1995 "عاشق منتصف الليل" 1997. وباع أكثر من 100 ألف نسخة من أغنيتيه "لم أكن أنا" 2000 و"ملاك" 2001. أسس شاغي بعد ذلك وكالة "بيغ يارد" للإنتاج الموسيقي بالاشتراك مع مدير أعماله روبرت ليفينغستون. وقدم ألبومات "هوت شوت" 2002، "أفضل أغاني شاغي" 2002 "السيد عاشق"، "قصة شاغي"، "يوم حظ" 2002، ثم طرح في آذار مارس الماضي ألبوماً يحمل اسمه. أما الأغاني المنفردة التي قدمها، فهي "قوة امرأة" 2003، "غت داز هانز فري" 2002، "السيدة المثيرة"، "الفتاة المثيرة" 2001، "أمل"، "حصلت عليك عزيزي" ، "قطعة من قلبي" 1997، "تلك الفتاة"، "قريباً يجهز" 1993، إضافة إلى تأليفه أغاني كثير من الأفلام.