في وقت كانت الساحة السياسية اللبنانية تعيش توتر التظاهرة النقابية في و بيروت، بدا المشهد الفني كأنه يسبح في تيار معاكس. إذ أشعلت شركات الإنتاج الفني والمهرجانات الضوء الأخضر استعداداً لصيف موسيقي حار. وفي موسم 2006، يبدو أن بيروت ستستقطب الأضواء هذا العام، على غير عادة، إذ تحظى المهرجانات الدولية التي تقام في بعض المناطق البعيدة بيت الدين، بعلبك، جبيل، الذوق، صور...، باهتمام السياح والمقيمين ووسائل الإعلام العربية. خطة بيروت لجذب الجمهور تبدأ بعد أيام، تمهيداً للموسم القريب، مساء السبت المقبل مع حفلة جماهيرية تحييها ماجدة الرومي، العائدة بقوة هذا العام مع ألبوم"اعتزلت الغرام"، في مجمع"بيال"التجاري. بعدها، يأتي دور ريكي مارتن الذي اختار بيروت محطة أساسية ضمن جولته الفنية الأخيرة. ويغني صاحب"ليلة واحدة"لليلة واحدة، مساء السبت 27 أيار مايو في مجمع"بيال"أيضاً، وترعى حفلته مهرجانات بيت الدين. إلا أن حرارة صيف بيروت لن ترتفع فعلياً إلا في حزيران يونيو، إذ يحلّ مغني الراب الأميركي"50 سنت"مساء العاشر من الشهر المقبل ضيفاً على العاصمة اللبنانية، في حفلة قد تعدّ استثنائية لجمهور المغني الذي طالما أثار الجدل حول موسيقاه الرافضة للواقع والداعية إلى التغيير والثورة على التقاليد البالية. موسيقى مختلفة إذاً،"50 سنت"في بيروت... حملة ترويجية ستبدأ قريباً من ملصق يوزع على الطرقات، إلى موقع إلكتروني أنشئ خصيصاً للمناسبة ورعاة رسميين فاق عددهم ال 15، بينهم شركة سياحة، ستدخل حفلة"50 سنت"ضمن جدول رحلاتها للشهر المقبل، فضلاً عن أسعار تشجيعية للطلاب، وأماكن خاصة لمن هم دون السن القانونية. قد يستحق مغني الهيب هوب الأميركي، واسمه الحقيقي كورتس جاكسون، دعماً كبيراً لزيارته العربية. فهو أولاً استطاع أن يرسم خطاً جديداً في فضاء موسيقى"الهيب الهوب"الأميركية، فحقق عبر كتاباته وأغانيه وعروضه التي استوحى معظمها من طفولة قاسية عاشها مشرداً في شوارع نيويورك وبين عصاباتها، نجاحاً غير عادي. ثانياً، عكس المغني الشاب اهتمامات الكثير من أبناء جيله وطموحاتهم في بلاد العم سام. وها هو يطلق في الثامن عشر من الشهر الجاري لعبة فيديو تحمل اسمه، وتنتجها شركة"فيفندي يونفرسال". وتركز هذه اللعبة على شخصية المغني الأميركي وتقدمه في شكل افتراضي ثلاثي الأبعاد كمحقق خاص مهمته مكافحة الجريمة وتجارة المخدرات في مدينة نيويورك. واللعبة عبارة عن مزيج بين العاب قتال الشوارع والعاب الحركة والرماية. وستتميز بلا شك بموسيقى تصويرية سيسهم المغني الأميركي في وضعها. هيفا والدعم الجماهيري واختارت الجهة المنظمة للحدث مركز"بيال"التجاري أيضاً لإقامة الحفلة، كما آثر المنظمون مشاركة بعض الوجوه اللبنانية الشابة التي قد"تؤمن للحفلة بعض الدعم الجماهيري، أو على الأقل، تستقطب شباباً لا يعرف الكثير عن"50 سنت"ويرغب في التعرف إليه"، بحسب مصدر مسؤول في الشركة. بين هذه الوجوه، تطل المغنية اللبنانية هيفا وهبي، صاحبة المشاركات الناجحة في حفلات المغنين الغربيين في الشرق. وكانت هيفا حققت أصداءً طيبة منذ سنتين تقريباً حينما زار المغني شاغي القاهرة، وأحيا حفلة تميزت بالحضور الكبير. وطلب شاغي من هيفا الصعود إلى الخشبة، أثناء وصلته، وقدم معها أغنيته الشهيرة"ساكسي لايدي". ويشارك في حفلة"50 سنت"التي يقدمها الممثل الأميركي"كوبا غودينغ جنيور"، الموسيقي اللبناني غي مانوكيان. وفي وقت يأتي اختيار هيفا للغناء مع المغني المشاكس تأكيداً لنجاحها، علمت"الحياة"أن جمال مروان، صاحب فضائية"ميلودي"وشركة"ميلودي"للإنتاج، ينتظر بفارغ الصبر كليب أغنيتها الجديدة"الواوا"الذي يبدأ عرضه بعد أيام على قناة"ميلودي". في النهاية قد تحقق حفلة المغني ريكي مارتن وموسيقاه الشعبية بعد أيام النجاح، علماً أن الحملة الدعائية للحفلة ما زالت ضعيفة، إلا أن نجاح حفلة"50 سنت"قد يحمل دلائل أكبر حول سعة إطلاع المراهقين العرب ومعرفتهم بأنماط غنائية، نفتقر إليها في الوسط الغنائي المحلي بيع التذاكر يبدأ يوم الاثنين المقبل. أما هيفا التي تزور مصر لتسجيل أغاني ألبومها الجديد، والتي أعلنت أخيراً تبنّيها لقضية الأطفال الذين لا معيل لهم، فتطرح بمشاركتها هذه، تساؤلات جديدة حول تحولات الذائقة العربية.