عرّف موقع الموسوعة الحرة على الانترنت"ويكبيديا"المدونة بأنها تطبيق من تطبيقات الانترنت، تعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى، موضحاً أن كلمة مدونة الكترونية هي التعريب الأكثر قبولاً لكلمة blog الإنجليزية التي هي نحت من كلمتي Web log بمعنى"سجل الشبكة العنكبوتية". ويشرح المدونة الرقمية بأنها عبارة عن صفحة"ويب"تدخل اليها نصوص مؤرخة ومرتبة ترتيباً زمنياً تصاعدياً، تصاحبها آلية لأرشفة المدخلات القديمة. ويكون لكل مدخل منها عنوان دائم لا يتغير منذ لحظة نشره، بحيث يتمكن القارئ من الرجوع إلى نص معين في وقت لاحق، عندما لا يعود متاحاً في الصفحة الأولى للمدونة. ويورد الموقع عينه"إن هذه الآلية للنشر على الويب تعزل المستخدم عن التعقيدات التقنية المرتبطة عادة بهذا النوع من النشر. كما تتيح لكل شخص أن ينشر كتاباته بسهولة بالغة، ويتيح موفرو الخدمة آليات أشبه بواجهات البريد الإلكتروني على الويب، بما يسمح لأي شخص أن يحتفظ بمدونة ينشر من خلالها ما يريد بمجرد ملء نماذج وضغط أزرار". ويضيف الموقع:"من وجهة نظر علم اجتماع الإنترنت، ينظر إلى التدوين الرقمي باعتباره وسيلة النشر للعامة أدت إلى زيادة دور شبكة الانترنت باعتبارها وسيلة للتعبير والتواصل أكثر من أي وقت مضى، إضافة إلى كون ذلك النوع من التدوين وسيلة للنشر والدعاية والترويج للمشاريع والحملات المختلفة". ويرى ان التدوين الرقمي، إلى جانب البريد الإلكتروني، من أهم الخدمات التي أعطتهما الانترنت للجمهور حتى الآن. ويؤكد أن الموضوعات التي يتناولها ناشرو المدوّنات الالكترونية الشخصية تتراوح بين اليوميات والخواطر والتعبير المسترسل عن الأفكار والإنتاج الأدبي والموضوعات المتخصصة في مجال التقنية والإنترنت وغيرها. وبينما يخصص بعض ال"بلوغرز"مدوناتهم للكتابة في موضوع واحد، يميل آخرون الى تناول موضوعات شتى يحاولون الجمع بينها في صفحاتهم الرقمية. كذلك توجد مدونات تقتصر على شخص واحد، وأخرى جماعية يشارك فيها العديد من الكتاب، و مدونات تعتمد أساساً على الصور photoblog والتعليق عليها. ويشير الموقع إلى مساهمة الحرب على العراق في ذيوع صيت المدونات الالكترونية وانتشارها في شكل كبير. إذ ظهرت في عام 2002 مجموعة من البلوغز المؤيدة للحرب من أشهرها مدونة"إن ستابوندت". وفي العام 2003 ظهرت مدونات رقمية أُخرى لتعبر عن أراء المناوئين للحرب في الغرب، ومن ضمنهم مشاهير السياسة الأميركية من أمثال هوارد دين. وحينها، لفتت ظاهرة البلوغرز نظر مجلات شهيرة كمجلة"فوربس"فخصصت مقالات كثيرة عنها. كما لعب اعتماد"معهد آدام سميث البريطاني"لصفحات البلوغز كوسيلة في التوثيق، دوراً في تأصيل تلك الظاهرة واعطاها صدقية كبيرة. وفي غمار تلك الحرب، ظهرت مدونات الكترونية كتبها عراقيون، بعضهم يعيش في العراق، كتب عن حياته في الأيام الأخيرة لنظام صدام حسين وأثناء الاجتياح الأميركي لبلاده. والحال أن بعض هذه المدونات اكتسب شهرة واسعة. وعُدَّ قراؤها بالملايين. وطبع أحدها وهو"أين رائد؟"Where is Raed - المكتوب في غالبيته العظمى بالإنكليزية، في كتاب ورقي. وظهرت بلوغز كتبها جنود غربيون في العراق، مما شكل مفهوماً حديثاً وتحدياً لدور المراسل الحربي.