اتفقت الحكومة السودانية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي أمس على تشكيل لجنة من الحكومة والمنظمة الدولية والإتحاد الأفريقي، من أجل التوصل الى تفاهم في شأن تحويل مهمات البعثة الأفريقية المنتشرة في دارفور الى الأممالمتحدة. وعبر الرئيس عمر البشير عن تقديره لحرص الأممالمتحدة على تحقيق الاستقرار في دارفور عبر تنفيذ اتفاق السلام في أبوجا. ووصف الأخضر الإبراهيمى في تصريح الى الصحافيين عقب اجتماعه بالبشير أمس، اللقاء بأنه"جيد وأخوي وبنّاء يُبشّر بالخير لمستقبل السودان ولمستقبل العلاقات بين السودان والمجتمع الدولي عموماً والأممالمتحدة خصوصاً". واعلن وزير الخارجية السوداني الدكتور لام أكول في مؤتمر صحافي عصراً أن حكومته اتفقت مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة على تشكيل لجنة من الحكومة والمنظمة الدولية والاتحاد الأفريقي من أجل التوصل الى تفاهم على تحويل مهمات البعثة الافريقية المنتشرة في دارفور الى الأممالمتحدة. وقال إن قرار مجلس الأمن الاخير الرقم 1679 والذي يلزم السودان بقبول دخول خبراء عسكريين الى دارفور بهدف التخطيط لنشر قوات دولية في الإقليم، بأنه ليس له علاقة بالفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وأوضح ان طبيعة القرار تتطلب"ابداء قدر كبير من المرونة والمسؤولية لتفادي مواجهة مفتوحة مع الأممالمتحدة". وتحولت جلسة البرلمان أمس الى فوضى في ظل ملاسنات حادة أوشكت ان تتحول الى اشتباك بالايادي عقب اتهام قيادي بارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، المعارضة بأنها كانت أدوات لقوى أجنبية تسعى الى ادخال القوات الدولية الى البلاد. وقال نائب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي علي محمود حسنين ان الحكومة تحاول تقديم تنازلات كبيرة ب"التقسيط"، وحمّلها مسؤولية دخول القوات الدولية وبقائها في البلاد. لكن القيادي في حزب المؤتمر الوطني وزير الإعلام السابق مهدي ابراهيم رد علي حسنين طالباً الابتعاد عن المزايدات السياسية عند مناقشة القضايا الوطنية الكبيرة، وقال إن الذين يتحدثون كانوا معارضة وأدوات يسعون الى إدخال القوات الأجنبية الى السودان ويجلسون مع ممثلي السفارات، الأمر الذي أهاج نواب تحالف المعارضة وكتلة نواب"الحركة الشعبية"وقوى أخرى. الى ذلك، حذرت"حركة تحرير السودان"جناح مني أركوي مناوي وهي الفصيل الرئيسي للمتمردين في دارفور من نذر لتجدد القتال في الإقليم، واتهمت الحكومة والمجموعات الرافضة لإتفاق أبوجا بخرق وقف النار ومهاجمة مواقعها أول من أمس مما أوقع 25 قتيلاً وجريحاً.