قُتل ما لا يقل عن 50 شخصاً، أمس، مع انتقال القتال بين الفصائل المتحاربة إلى مناطق جديدة من العاصمة الصومالية مقديشو، فيما فر ألوف من قاطني المدينة التي تشهد أعنف موجة معارك منذ سنوات، بين ميليشيات"المحاكم الإسلامية"وتحالف لزعماء الحرب ورجال أعمال يُطلق على نفسه إسم"تحالف إرساء السلام ومحاربة الإرهاب". وقال عضو"التحالف"الذي أصيب في القتال علي نور إنه"واثق أن 50 شخصاً قُتلوا، وأن الجرحى لا حصر لهم، لأن قذائف المورتر والصواريخ تضرب في كل مكان". وفي وقت امتد القتال من شمال مقديشو، حيث ترابط الميليشيات، إلى جنوبها وشرقها، استمرت موجات النزوح الجماعي من المدينة، مع فرار آلاف الأشخاص من منازلهم، بينهم من فروا من شمال العاصمة في الأسابيع الماضية، بحثاً عن مأوى آمن بعيداً من القتال. وغابت الحافلات العمومية من الشوارع. وفي انحاء متفرقة من مقديشو، دوت أصوات قذائف المورتر وأخرى صاروخية ومدفعية مضادة للطائرات، وكذلك أصوات الرصاص. وقال أحد سكان جنوب العاصمة عبدالفتاح عبدالقدير:"سقط كثير من القتلى، وشاهدت 30 قتيلاً وأكثر من 40 جريحاً... يُنقل الأشخاص على عربات تُجرّ باليد إلى المستشفيات... الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ". والمعركة المستمرة منذ بداية العام للسيطرة على مقديشو، قُتل خلالها 270 شخصاً على الأقل، وكانت متمركزة أساساً في شمال المدينة. لكنها انتقلت أمس إلى مناطق مختلفة في جنوبها. وحمّل رئيس"المحاكم الإسلامية"في مقديشو الشيخ شريف أحمد"التحالف"مسؤولية خرق اتفاق هش لإطلاق النار عقده الجانبان في 14 أيار مايو الجاري. وقال:"هاجمنا التحالف ونصبت مكامن لنا في جبهات عدة... إنه قتال شديد بالفعل". وأضاف:"نحن ندافع عن مواقعنا في مواجهة هجماتهم. لقد تلقوا سبع شاحنات محملة بالذخيرة وهذا هو السبب في أنهم يهاجموننا". وفي المقابل، قال عضو"التحالف"إبراهيم معلم إن"القتال شديد للغاية". وأضاف:"لم أشاهد أبداً مثل هذا القتال الشديد. مقديشو تحترق بالنيران". وقال شهود ان الميليشيات الإسلامية استطاعت في معارك الساعات الماضية السيطرة على فندق"الصحافي"الواقع في منطقة استراتيجية في مقديشو. في غضون ذلك، نفى وزير الأمن الداخلي الصومالي محمد قنياري أمس تقارير عن أنه وثلاثة وزراء في الحكومة الانتقالية يعتزمون تقديم استقالاتهم، على خلفية ضغوط نواب في البرلمان الصومالي اتهموا قنياري وأمراء حرب آخرين بالمشاركة في القتال الدائر في البلاد، مطالبين بعزلهم وتوجيه اتهامات اليهم بارتكاب جرائم حرب. وكانت تقارير إذاعية أكدت أن قنياري قال إنه وثلاثة من زملائه يفكرون في الاستقالة، وهم وزير التجارة موسى سودي يالاهو ووزير الشؤون الدينية عمر محمد محمود ووزير نزع سلاح الميليشيات بوتان عيسى عليم. لكنه قال لاحقاً إن"هذه التقارير دعاية محضة وهي غير صحيحة. لم أقل ذلك".