تواصلت المعارك بالاسلحة الثقيلة في مقديشو امس، لليوم السادس على التوالي، بين انصار زعماء الحرب المنضوين في"التحالف لارساء السلام ومكافحة الارهاب"والمدعومين من الولاياتالمتحدة وبين قوات"المحاكم الاسلامية". وافاد شهود ان المواجهات التي كانت اقل حدة من الايام الاخيرة تسببت في سقوط 10 قتلى على الاقل. وقال"الصليب الاحمر"ان عدد الضحايا وصل الى ثمانين قتيلا، فيما اشارت حصيلة اعدتها وكالة"فرانس برس"استنادا الى شهادات ومصادر طبية الى سقوط ما لا يقل عن 78 قتيلا بينهم مدنيون، واكثر من مئتي جريح، بينما ذكرت وكالة"رويترز"ان عدد القتلى يصل الى 130. واعلن الجانب الاسلامي ان خمسة اشخاص قتلوا خلال معارك الليلة الفائتة، مما يرفع حصيلة القتلى مع انتقال معارك الشوارع من بلدة سيسي الشمالية الى منطقة ياقشيد المجاورة. وقال سيد محمد وهو زعيم ميليشيا مرتبطة بالجانب الاسلامي بالهاتف من المنطقة"وقع بعض القتال المتقطع الليلة الماضية في ياقشيد واعرف ان خمسة اشخاص قتلوا منهم ثلاثة مدنيين. يصعب حصر الجرحى ولكن العدد مرتفع من دون شك". وقال ناطق باسم التحالف ان عدد القتلى وصل الى 150، ولكن لم يتسن التأكد من صحة هذا الرقم. واضاف ان"القتال استمر الليلة الماضية في سيسي وما زال محتدما الآن. سنواصل الدفاع عن انفسنا ما دامت المحاكم تقوم بالهجوم". وقال محمد ايمان، احد وجهاء مقديشو الذي يشارك في الاتصالات الجارية للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار، ان"معارك عنيفة اندلعت وقتل 10 اشخاص على الاقل بينهم مدنيان". وتراجعت حدة المعارك ظهرا، في وقت كان الصوماليون يستعدون للتوجه الى المساجد لاداء صلاة الجمعة. وقال الشيخ محمد ابراهيم جمال ان"الوجهاء يبذلون جهوداً لوقف العنف، الا ان الطرفين لم يوافقا"على وقف لاطلاق النار، مشيرا الى ان امراء الحرب يشترطون مسبقا انسحاب الميليشيات الاسلامية من المناطق التي احتلوها منذ بداية المعركة. وافاد شهود ان مقاتلين من الجانبين كانوا يتجمعون امس في احياء في شمال العاصمة الصومالية وفي وسطها حيث دارت اعنف المعارك حتى الآن، تمهيداً لهجمات جديدة. وقال الجندي السابق عمر حاجي أحمد"ان تنقلات الميليشيات في العاصمة كثيفة وهذا ينذر بمزيد من العنف". من جهة ثانية، طلب مسؤولون مسلمون كبار استقدام تعزيزات الى العاصمة. وقال حاكم منطقة شبيلا السفلي جنوب مقديشو يوسف محمد سيد الذي يتزعم مئات المسلحين"المعارك جزء من الحرب على الاسلام، وانا ادعم المحاكم". ونزحت مئات العائلات من منازلها بسبب الاشتباكات بالاسلحة الرشاشة وقاذفات الصواريخ وقذائف الهاون في شوارع مقديشو. وقال عبد الفتاح عبد القادر وهو من سكان مقديشو ان الجانب الاسلامي يبث رسائل اذاعية تحض السكان على حمل السلاح. ويواجه امراء الحرب الذين كانوا يسيطرون حتى الآن على احياء العاصمة تصاعد نفوذ"المحاكم الاسلامية"وميليشياتها المزودة بالسلاح الثقيل. وذكر تقرير وضعه خبراء في الاممالمتحدة ووزع مساء الاربعاء في نيويورك ان مسلحي"المحاكم"تقدموا على الارض. وهم يسيطرون على حوالى 80 في المئة من مقديشو.واضاف ان هذه الميليشيا التي يشتبه الغرب بأن في صفوفها عناصر من تنظيم"القاعدة"، نجحت في التمركز في احياء كان يسيطر عليها سابقا خصومها الذين"تراجعت قوتهم الى حد بعيد".