وُضعت العلاقات المصرية - الفلسطينية على المحك أمس، بعدما أعلنت القاهرة أن منفذي تفجيرات دهب في سيناء تلقوا تدريباً على استخدام الأسلحة والمتفجرات في غزة، على أيدي"عناصر فلسطينية"أمدتهم بأموال وهنأت زملاءهم في تنظيم"التوحيد والجهاد"بعد تنفيذ الاعتداءات. وعلمت"الحياة"أن القاهرة سلّمت السلطة الفلسطينية أسماء فلسطينيين طلبت توقيفهم، بعدما تأكد ضلوعهم في التفجيرات، وأن تعاوناً امنياً يتم بين الطرفين في هذا المجال. ولم تحدد السلطات المصرية الجهة التي ينتمي إليها الفلسطينيون المتورطون، لكن مصادر مصرية مطلعة استبعدت أن يكونوا على صلة تنظيمية بحركتي"حماس"و"الجهاد الإسلامي"اللتين دانتا التفجيرات عقب وقوعها. وأشارت إلى أن"مسؤولين مصريين فاتحوا قادة في الحركتين، زاروا القاهرة أخيراً في الموضوع، فنفوا أي صلة للحركتين بالتفجيرات، ووعدوا بالتعاون مع السلطات المصرية لكشف المتورطين من الفلسطينيين فيها". ويأتي الإعلان المصري وسط تصعيد داخلي ضد جماعة"الإخوان المسلمين"يقوده رئيس الحكومة الدكتور أحمد نظيف الذي حذر من أن"استجابة المطالبات بالإسراع بالإصلاح السياسي يمكن أن تأتي بالإسلاميين إلى السلطة"، بعدما أشار إلى التطورات في فلسطين والعراق. ويتهم"الإخوان"استغلال الحكومة المصرية للحوادث الارهابية وربطها بالإسلاميين، خصوصا الجماعة. وعلى رغم أن الإعلان هو الأول رسمياً عن وجود ارتباط بين منفذي التفجيرات وعناصر فلسطينية، فإن قائد المجموعة التي نفذت هجمات طابا العام 2004 كان فلسطينياً يعيش في العريش اسمه إياد صالح، كما قالت السلطات المصرية إن منفذي اعتداءات شرم الشيخ في تموز يوليو الماضي، جهزوا المتفجرات وأخفوها في مزرعة يملكها فلسطيني في شمال سيناء. وأصدرت وزارة الداخلية المصرية أمس بياناً، ضمنته نتائج التحقيقات في قضية تنظيم"التوحيد والجهاد"الذي تتهمه بتنفيذ الهجمات، في منتجعات طابا وشرم الشيخ ودهب، منذ تشرين الأول اكتوبر 2004. وقالت إنها تأكدت من"ضلوع ثلاثة من عناصر التنظيم هم الأشقاء الثلاثة منير وأيمن ويسري محارب، بفتح قنوات اتصال مع عناصر فلسطينية أصولية، ونجاح الثاني والثالث في دخول الأراضي المحتلة في قطاع غزة والارتباط ببعض العناصر الفلسطينية". وأضافت أن"فلسطينياً اسمه الحركي أبو سليمان، أمد يسري محارب بمبلغ ألف دولار وبهاتف نقال مزود شريحة مربوطة على شبكة الاتصالات الإسرائيلية، لمتابعة الاتصال بينهما، وأن الشريحة عُثر عليها في حوزة شقيقه منير الذي قتل في مواجهة مع الشرطة أول أيار مايو الجاري". وأكد البيان أن فلسطينياً آخر هو ماجد الديري"سبق أن سهّل دخول يسري محارب الى الأراضي الفلسطينية وتدريبه على تصنيع المتفجرات واستخدام الأسلحة في قطاع غزة. وأن تحريات الاجهزة الامنية المصرية رصدت ارتباط محارب بالفلسطيني تامر النصيرات، وإبداء الأخير استعداده للمشاركة في تنفيذ عمليات عدائية داخل البلاد. وحاول قائد التنظيم نصر خميس الملاحي الذي قتل في مواجهة مع الشرطة يوم 9 الجاري استقدام النصيرات الى البلاد للإفادة من خبراته في مجال تصنيع المواد المتفجرة". وأشار إلى سعي الملاحي"لتسفير بعض العناصر، منهم أحمد محمد الكريمي ومحمد عبدالعزيز نافع وعطا الله القرم وهم منفذو تفجيرات مدينة دهب إلى قطاع غزة لتلقي تدريبات على الأسلحة والمتفجرات". ولفت البيان إلى أن عناصر من التنظيم اعترفوا بأنهم وفروا التمويل"من بيع حصيلة السرقات التي يقومون بها في إطار مبدأ الاستحلال... إضافة إلى جمع مبالغ مالية بدعوى مساعدة أسر الشهداء الفلسطينيين"، مشيراً إلى أنهم حصلوا على المتفجرات من ألغام أرضية ومخلفات الحروب مع إسرائيل في سيناء. وأضاف أن"المعلومات والاعترافات تضمنت أن الملاحي تولى قيادة التنظيم، في أعقاب مقتل القيادي خالد مساعد المتهم الرئيسي في أحداث تفجيرات طابا وشرم الشيخ، وقام بهيكلة العناصر الفارة واستقطاب عناصر جديدة لمعاودة تنفيذ أعمال إرهابية، انتقاماً لضبط ومقتل قياداتهم، ولمواصلة مخططهم الذي استهدف بالدرجة الأولى استقرار الدولة، بدعوى أن مؤسساتها على كفر وقياداتها على تحالف مع أعداء الإسلام، واستثمار مجريات الأحداث بالمنطقة باعتبارها عاملاً محفزاً لتنفيذ المخطط".