كشفت مصادر مصرية مطلعة أن قوات مكافحة الإرهاب في سيناء فرضت أمس حصاراً على أربعة من عناصر تنظيم"التوحيد والجهاد"يتحصنون في منطقة جبلية شمال شبه الجزيرة وهم من المطلوبين لاتهامهم بالضلوع في التفجيرات التي وقعت في طابا في تشرين الأول أكتوبر 2004، ثم في شرم الشيخ في تموز يوليو العام الماضي، وأخيراً تفجيرات دهب التي وقعت الشهر الماضي. وقالت المصادر إن الأربعة هم: عودة خضر سلام الشنوب 28 سنة، وشقيقه محمد 26 سنة، وهما مصنفان تحت الرقم 24 و25 في قائمة المطلوبين لأجهزة الأمن ومقيمان في قرية الغرقدة الملاصقة لسلسلة"جبال الحلال"وسط سيناء، وهما شقيقا المتهم سالم خضر الشنوب الذي تعتبره السلطات أنه القائد العسكري للتنظيم وقائد خلية"جبل الحلال"الذي كان يتولى قيادة عمليات التنظيم ويحضر الأسلحة وإعداد المتفجرات في مغارات تقع في قلب الجبل. أما الثالث فهو يوسف محمد جمال 32 سنة المصنف الرقم 23 في قائمة المطلوبين وحاصل على دبلوم صنايع وكان يقيم في قرية المقاطعة في رفح قبل اختفائه، وتعتقد السلطات أنه عضو في خلية يتولى قيادتها راعي الأغنام ناصر أبو زقول الذي ألقت الشرطة القبض عليه أخيراً. وهناك متهم رابع لم يتم تحديد اسمه بعد. وذكر المصدر أن الشرطة ناشدت الأربعة تسليم أنفسهم، ولكنهم لم يستجيبوا للنداء حتى مساء أمس، فيما قام المطوب الرقم 12 في لائحة أجهزة الأمن ويدعى خليل عيد سالم 23 سنة مقيم في حي الصفا في فرح، بتسليم نفسه للشرطة التي بدأت التحقيق معه. وأفادت المصادر أن سالم توجه بنفسه إلى أحد مقار الشرطة وطلب فتح تحقيق معه وأبدى استعداداً للإدلاء بالمعلومات التي يحوزها، بعدما نفى صلته بالتفجيرات. وذكر المصدر الأمني أن أجهزة الأمن تواصل حملاتها في جبال سيناء للقبض على"الإرهابيين"الفارين من تنظيم"التوحيد والجهاد"بعد مقتل القيادي نصر الملاحي والقبض على مساعده عبد الله عليان أبو جرير. وكشفت معاينة رؤساء نيابة شمال سيناء محمد البنداري وهشام علي ومحمد الجمل بإشراف المحامي العام المستشار علي راشد لجثة الإرهابي نصر الملاحي في مستشفى العريش وجود فتحات دخول وخروج لأعيرة نارية في البطن والرأس والصدر ما يؤكد حدوث تبادل للنار بينه وبين قوات الأمن، ما أدى إلى مقتله قبل أن تنفجر فيه قنبلة. وتم أخذ عينات من والد القتيل وأحد اشقائه لمقارنتها بعينة من جثة القتيل. واعتبرت المصادر أن عملية تفكيك تنظيم"التوحيد والجهاد"بدأت بالفعل على أثر معلومات مهمة حصلت عليها أجهزة الأمن من بعض الموقوفين، مشيرة إلى أن دلائل أشارت إلى أنه"لا نشاط لعناصر التنظيم خارج سيناء". وذكرت المصادر أن أجهزة الأمن تواصل تحقيقها مع"أبو جرير"لتحديد الأماكن التي يختفي فيها أعضاء التنظيم في المناطق الجبلية داخل سيناء أو خارجها، ولمعرفة المزيد من أسرار التنظيم وخلاياه العنقودية، إذ يعتبر أبو جرير"صندوق أسرار"التنظيم. وكانت السلطات أصدرت الاسبوع الماضي لائحة ضمت 30 اسماً قالت إنهم أعضاء في التنظيم. ووزعت صورهم على زعماء القبائل والعشائر في شبه الجزيرة، ووفقاً للمصادر فإن نحو 25 من هؤلاء مازالوا فارين.