قتل أكثر من 60 من عناصر حركة"طالبان"و16 مدنياً بهجوم بري - جوي شنته قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة على مواقع اشتبه بإيوائها عدداً كبيراً من مقاتلي الحركة في قرية عزيزي ضمن منطقة بانغواي في ولاية قندهار جنوب أمس. وأعلن التحالف أنه استخدم الغارات الجوية لتدمير مخبأ كبير للأسلحة وبعض مجمعات"طالبان"، من دون أن يوضح عدد القوات التي شاركت في الهجوم أو عدد الطائرات التي شنت الغارات. وفيما أكد حاكم الولاية أسد الله خالد نقل القتلى وحوالى 15 جريحاً بحافلات وسيارات أجرة إلى المستشفى الصيني، وهو الوحيد في مدينة قندهار، أفاد سكان محليون بأن غالبية القتلى من المدنيين، وأكدوا عدم وجود مقاتلي"طالبان"في المنطقة. وأشار أحد سكان قندهار إلى أن السلطات المحلية منعت أهالي الضحايا أو الجرحى ووسائل الاعلام من الوصول إلى المستشفى من أجل تفادي اطلاعهم على حقيقة ما حدث في قرية عزيزي. كما امتنعت إدارة المستشفى عن توجيه نداء للسكان بالتبرع بالدم خشية تدفق الناس ومعرفة عدد الجرحى ونوعية الإصابات وهوية المصابين، ما يمكن أن يفضح مزاعم الاميركيين في شأن استهداف قواتهم تجمعات لمقاتلي"طالبان"في البلدة. وتزامن تصاعد أعمال العنف مع بدء القوات الدولية للمساعدة في احلال الامن إيساف والتابعة لحلف شمال الاطلسي ناتو رفع عدد جنودها من 9 آلاف إلى 16 ألفاً، استعداداً لتولي مسؤولية الامن في الجنوب بدلاً من القوات الاميركية. وترددت أنباء عن مقتل 200 منذ الاربعاء الماضي، حين شنت"طالبان"هجوماً كبيراً على بلدة غرب قندهار، وهو أكبر من عدد القتلى في العراق في الفترة ذاتها. سيطرة طالبان في غضون ذلك، صرح عضو في مجلس الشيوخ الأفغاني رفض كشف هويته ل"الحياة"، نقلاً عن ممثلي ولايتي قندهار وهلمند في الجنوب، بأن"طالبان"تسيطر على أكثر من ستين في المئة من الأراضي الأفغانية، وأن الولاياتالجنوبية باتت أشبه بكتلة من اللهب والنار في مواجهة القوات الأميركية. وعزا عضو مجلس الشيوخ سبب زيادة عمليات"طالبان"في الجنوب وباقي المناطق إلى توحيد جهود"طالبان"وتنظيم"القاعدة"والحزب الإسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار ضد القوات الأميركية والحكومية، واستغلال الحركة حال الفساد المستشري في أجهزة الحكومة الأفغانية، إضافة الى حصولها على دعم شمل أموالاً وأسلحة من دول مجاورة لم يسمها،"ما سمح لها بإعادة تنظيم صفوفها". وأعلن السياسي الافغاني أن زيادة شعبية"طالبان"نتجت من نقمة الافغان من انتهاك القوات الأميركية قيمهم وعقائدهم وأخلاقهم. واتهم القوات الأميركية بارتكاب مجازر متتالية قبل أن تعتذر عن أخطائها،"ما دفع الشعب الى تأييد"طالبان"في الحرب التي تخوضها ضد الأميركيين". وفي باكستان، اتهمت تسنيم إسلام، الناطقة باسم وزارة خارجية الحكومة الأفغانية بتسهيل عمل"جماعات إرهابية تتسلل من أفغانستان وتنفذ عمليات مسلحة في إقليم بالوشستان القبلي ومناطق أخرى". ونفت إسلام دعم باكستان ل"طالبان"، وأكدت أن بلادها نفسها ضحية للصراعات الدائرة في أفغانستان منذ أكثر من ربع قرن. بالوشستان وفي باكستان، قتل مدني بانفجار لغم أرضي، وجرح تسعة آخرون بينهم أربعة من رجال الشرطة بإلقاء قنبلة في إقليم بالوشستان جنوب غربي. وفجر متشددون قبليون يقاتلون من أجل توسيع صلاحيات الحكم الذاتي الممنوحة للاقليم وزيادة إيرادات سكانه من الموارد الطبيعية، أنبوباً لنقل الغاز الطبيعي في بلدة سوي. ويفجر متشددو بالوشستان بانتظام خطوط أنابيب نقل الغاز والسكك الحديد وأعمدة الكهرباء ويشنون هجمات على المباني الحكومية وقواعد الجيش في الاقليم. جاء ذلك غداة مقتل مدني بانفجار لغم أرضي قرب بلدة ديرا بوغتي معقل الزعيم القبلي المتمرد نواب أكبر بوغتي، علماً أن وتيرة التمرد تصاعدت منذ كانون الاول ديسمبر الماضي، حين أطلق متمردون صواريخ خلال زيارة الرئيس برويز مشرف إلى بلدة كولو.