أكدت روسيا استعدادها للعب دور بين لبنان وسورية في إطار ضمان تطبيق القرارات الدولية. جاء ذلك خلال محادثات زعيم تيار"المستقبل"النائب سعد الحريري مع سكرتير مجلس الامن القومي الروسي ايغور ايفانوف، ونائب رئيس الدوما مجلس النواب ولجنة الشؤون الخارجية فيه، فيما شهدت العلاقة اللبنانية ? السورية فصلاً جديداً من التصعيد السياسي، باعلان ان القضاء العسكري السوري سلم مكتب"الأنتربول"في دمشق مذكرة"جلب جبراً"في حق رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، على خلفية دعوى عليه بالتحريض ضد سورية والوحدة الوطنية فيها. راجع ص 6 و7 وجدد الحريري الموجود في موسكو في زيارة بدأها الجمعة الماضي، في مقابلة نشرتها صحيفة"فريميا نوفوستي"الروسية امس، التأكيد ان الرئيس بشار الأسد هدد والده الراحل رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري شخصياً. وقال الحريري:"كانت هناك تهديدات، وهو رفيق الحريري قال لي انه تلقى تهديدات". ورداً على سؤال عما اذا كان"بشار الأسد هدده شخصياً"، قال زعيم تيار"المستقبل":"نعم". وأكد ايفانوف للحريري خلال لقائهما بعد ظهر أمس في موسكو، ان في إمكان روسيا لعب دور في مساعدة لبنان على تخطي مشاكله وتحوله الى دولة مزدهرة. وأضاف:"سنواصل الجهود بالتعاون معكم لتثبيت الاستقرار داخل لبنان وتطبيع الوضع مع محيطه، ونحن على قناعة بأن التعاون الثنائي سيساهم في استقرار الشرق الأوسط ككل". وشدد ايفانوف على العلاقة التي كانت تربط بلاده بالرئيس الراحل رفيق الحريري وبلبنان عبره، وعلى دعمها الديموقراطية والسيادة والاستقلال. وعلمت"الحياة"ان ايفانوف ابدى تفهمه لما طرحه الحريري، خصوصاً السعي الى ترسيم الحدود بين لبنان وسورية وإقامة علاقات ديبلوماسية، مؤكداً الاستعداد للمساعدة في هذا المجال، ومنوهاً بقرارات الحوار الوطني اللبناني في هذا الصدد. وأجرى الحريري محادثات مع نائب رئيس الدوما الروسي عقب انتهاء مساعد الأمين العام لحزب البعث الحاكم في سورية عبدالله الأحمر من لقاءاته مع المسؤولين فيه. وعلم ان الحريري سيزور ألمانيا في 30 و 31 الشهر الجاري، لمقابلة المستشارة أنجيلا مركل. على صعيد الادعاء السوري على جنبلاط، أعلن المحامي السوري حسام الدين الحبش ان قاضي التحقيق العسكري الأول في دمشق أصدر"مذكرة جلب جبراً"بحق الأول وسلمها الى مكتب الأنتربول في دمشق. وقال الحبش لوكالة"فرانس برس"ان"مكتب الأنتربول في العاصمة السورية تسلم مذكرة الجلب جبراً بحق جنبلاط، وهي موقعة من مدير ادارة القضاء العسكري اللواء محمد نبيل سكوتي تحت الرقم 48567". وأضاف ان المذكرة"سترسل بالفاكس اليوم امس الى مكتب الأنتربول الدولي في بيروت"، موضحاً ان"مرد هذا الإجراء هو عدم تعاون السلطات اللبنانية المعنية وعدم إعادة مذكرة التبليغ السابقة الصادرة عن القضاء العسكري السوري في 3 ايار مايو الجاري، على رغم منحها الوقت الكافي الذي تحدد بسبعة ايام... لمثوله جنبلاط امام القضاء السوري حراً". وإثر هذا النبأ زارت النائب السيدة بهية الحريري جنبلاط في المختارة، واعتبر وزير الاتصالات مروان حمادة، عضو كتلة جنبلاط النيابية أن"لا قيمة لهذه المذكرات لا من ناحية موضوعها ولا من ناحية مصدرها... اما المذكرات الحقيقية فهي التي ستصدر في يوم قريب، إن شاء الله، من قاضي التحقيق الدولي أو من المدعي العام لدى المحكمة الدولية العتيدة في حق... الذين حموا وحرضوا ونفذوا عملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وتوقع حمادة الذي أكد تمتع جنبلاط بحصانة قانونية نيابية ان يتصرف الأنتربول مع المذكرة في حق جنبلاط"تماماً كما يتصرف مع المذكرات الواردة من الديكتاتوريات وهي باتت قليلة في العالم". وقال ان"هذه المذكرات صدرت في الوقت نفسه لمذكرات ضد كل من يفكر او يكتب في دمشق، ما يجعلنا في كل حال نعتز بأن نكون بمثابة المثقفين السوريين المطاردين حالياً". وسأل حمادة هيئة مكتب مجلس النواب اللبناني"ماذا حل بالإحالة التي أرسلها وزير العدل في هذا الموضوع الى هذه الهيئة، ولا نزال ننتظر موقفاً من المجلس أو من هيئة مكتبه او من رئاسته في هذه المسألة، وسنطرح هذه القضية غداً في الجلسة النيابية".