يتهم جهاز المخابرات العامة الفلسطينية صراحة حركة"حماس"بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الجهاز طارق ابو رجب. وثمة فرضية اخرى لدى هذا الجهاز تقول ان من وقفوا وراء هذه العملية الشديدة التعقيد قد يكونوا انشقوا عن الحركة، وشكّلوا مجموعة خاصة بهم تعمل باسم منظمة"القاعدة". اما"حماس"فترفض"حتى مجرد الرد على هذه الاتهامات"وفق ما قال الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري. ورد غير مسؤول في"حماس"الاتهامات على مصدرها. وقال احد قادة الحركة:"لن ندخل في حرب اعلامية مع فتح حول اغتيال ابو رجب، فهم - اي قادة فتح - يعرفون تماما ان من حاول قتل ابو رجب هو منهم، وان الاغتيال جرى داخل البيت"، مشيراً الى ان العملية جرت في قلب مقر جهاز المخابرات. واضاف:"يخجل جماعة فتح من الاعتراف ان احدهم حاول قتل ابو رجب لمصلحة شخصية، لذا فانهم يلصقون التهمة بحماس". أما جهاز المخابرات فيقول ان كل الدلائل تشير الى ان"كتائب عز الدين القسام"التابعة لحركة"حماس"عملت في الآونة الأخيرة على اختراق الاجهزة الامنية، وان جناح"حماس"العسكري الجهاز الوحيد في غزة القادر على القيام بمثل هذه العملية الكبيرة. ويتحدث ضباط الجهاز عن فرضيتين في التحقيق الجاري، احداهما ان يكون جزء من الجهاز العسكري ل"حماس"انشق وشكّل منظمة جديدة تحمل اسم"القاعدة"، وبدأ في القيام بتصفيات في السلطة تطال من اعتبرهم اعضاء المجموعة اعداء مثل ابو رجب وغيره من قادة اجهزة الامن المسؤولين عن اعتقال وتعذيب العشرات من قادة الجناح العسكري ل"حماس"قبل اندلاع الانتفاضة. اما الفرضية الثانية، وهي الأقوى لدى المخابرات لغاية الآن، فهي ان تكون"حماس"قررت القيام بتصفية عدد من قادة اجهزة الامن وقادة"فتح"الذين يشكلون عقبة في طريق تسلم حكومة الحركة صلاحياتها، والاعلان عن وقوف منظمة"القاعدة"وراء هذه التصفيات. ويقول مصدر امني كبير:"حماس تعيش ازمة شديدة، فحكومتها مهددة بالفشل جراء الحصار الدولي المفروض عليها، وهي تحاول ان ترحّل هذه الأزمة نحو حركة فتح، والايحاء بان فتح هي العائق الكبير، لذا من مصلحتها افتعال مشكلات وصراعات داخلية تشغل الجمهور عن عجز الحكومة وتوحي لهم ان الحصار المفروض عليها جزء من صراع على السلطة تخوضه فتح ضدها". ومضى يقول:"لدينا معلومات عن افكار في حركة حماس لتشكيل مجموعة خاصة قوية للعمل باسم منظمة"القاعدة"تقوم بكل الاعمال القذرة التي تنأى حركة في الحكم بنفسها عنها مثل تصفية قادة امن وسياسيين". واشار في هذه الصدد الى ان اسماء الاشخاص الذين اعلن البيان الصادر باسم منظمة"القاعدة"عن نيتها تصفيتهم مستقبلا يشير الى دور ل"حماس"ومجموعاتها في ذلك لأنها تعتبرهم عقبة كبيرة امام تعزيز سيطرتها على القطاع مثل محمد دحلان ورشيد ابو شباك وسمير مشهراوي وابو علي شاهين والرئيس محمود عباس". واستبعد المصدر استهداف الرئيس في هذه المرحلة لكنه لم يستبعده في مرحلة لاحقة، مشيراً الى ان غياب الرئيس سيفتح الطريق امام حركة"حماس"للسيطرة كليا على السلطة، اذ سيخلفه في رئاسة السطة، والحال هذه، رئيس المجلس التشريعي". ولم ترجح هذه المصادر اياً من هاتين الفرضيتين على الأخرى. ويقول اصحاب الفرضية الأولى ان في كتائب عز الدين القسام من لم يرض عن مشاركة"حماس"في الانتخابات وتشكيل الحكومة ومواصلة الهدنة وقرر الانسحاب والانضمام الى"القاعدة"والعمل باسمها. وقال ضابط امن كبير:"واضح ان من وقف وراء محاولة اغتيال ابو رجب يتحدرون من حماس ويستهدفون من ربتهم حركتهم على انهم اعداء للحركة مثل رئيس المخابرات المسؤول عن اعتقال الكثير من قادة وكوادر الجهاز في قبل اندلاع الانتفاضة". واضاف:"حتى الآن نستبعد ان تقرر حركة موجودة في الحكم القيام باغتيالات لان هذا يؤدي الى اضعافها وتقصير عمرها في الحكم". اما اصحاب الفرضية الاخرى فيقولون ان"القاعدة"غير موجودة، وان محاولتين بذلتا لتشكيل خلايا ل"القاعدة"لكن جرى ضربهما من جانب اسرائيل، مشيرين الى انه جرى اعتقال عدد من النشطاء بينما كانوا يجرون اتصالات مع الخارج لتشكيل خليتين للعمل باسم"القاعدة". ويستبعد بعض المراقبين التصفية الداخلية، اي وقوف اطراف من داخل"فتح"والأجهزة الأمنية الفلسطينية وراءها بسبب قلق مختلف اذرع"فتح"من حركة"حماس"وانشغالها في مواجهة التحديات التي شكّلها فوز هذه الحركة في الانتخابات وتشكيلها الحكومة. اما"حماس"فترجح التصفية الداخلية، مشيرة الى ان قادة"فتح"طالما تناحروا حول السلطة وان عداءهم لبعضهم بعضاً يفوق عداءهم ل"حماس"وفق ما قال احدهم، مشيراً الى ان تنافس قادة"فتح"وتناحرهم في الانتخابات التشريعية مهد الطريق امام فوز كبير وحاسم لحركة"حماس"الخصم الأول والأكبر لحركة"فتح".