بعدما استعادت"الخطوط التونسية"عافيتها وحققت فوائد في السنة الماضية للمرة الأولى منذ العام 2001، انتقلت أخيراً إلى مرحلة جديدة عُنوانها الرئيسي التوسع أفريقياً، والفرعي تجديد الأسطول. وأفاد مسؤولون في الشركة أنها تخطط لإنشاء شركة طيران جديدة في موريتانيا بالتعاون مع شركاء محليين. وكان رئيس مجلس إدارتها يوسف ناجي أكد في تصريحات أدلى بها أخيراً أن الشركة أقامت علاقات مشاركة متينة في بلدان أفريقية عدة ما اعتُبر تمهيداً لتأسيس الشركة الجديدة. وفتحت"التونسية"خطوطاً جديدة في السنوات الأخيرة إلى عواصم أفريقية عدة في غرب أفريقيا ووسطها خصوصاً ساحل العاج بعد انتقال مقر البنك الأفريقي للتنمية من أبيدجان إلى تونس ومالي والسنغال ثلاث رحلات أسبوعية والغابون وموريتانيا ثلاث رحلات أسبوعية. وأوضحت مصادر في الشركة أن خطة التوسع في أفريقيا تندرج في إطار رؤية ترمي لجعل مطار تونس جسراً للرحلات الرابطة بين أوروبا وأفريقيا ونقطة عبور إقليمية بين الشرق الأوسط وغرب أفريقيا وحوض المتوسط الغربي. وفي هذا السياق باشر التونسيون تنفيذ خطة لتجديد أسطول الشركة المؤلف من أربعين طائرة من طرازي"بوينغ"و"أيرباص". وتسلمت"الخطوط التونسية"الشهر الماضي طائرة جديدة من طراز"أيرباص أ319"يصل مدى طيرانها إلى 3400 كيلومتر من دون توقف وضعتها على خط تونس - دبي. وهذه الطائرة هي الأولى من أصل 15 طائرة جديدة ستعزز أسطول الشركة على مدى السنوات المقبلة في إطار خطة للتحديث الجزئي للأسطول. وباشرت"الخطوط التونسية"أخيراً إنشاء شركة جديدة لصيانة الطائرات بالإشتراك مع"لوفتهانزا"الألمانية سيكون مركزها في تونس في إطار الحد من كلفة الصيانة المرتفعة للطائرات في أوروبا. وتقوم الشركة بأعمال الصيانة لطائرات الشركات الأخرى من خارج أسطولي الشريكين في مرآبها الذي سيكون غير بعيد عن مطار تونس- قرطاج. وفي سياق متصل كثفت شركات طيران عربية اهتمامها بتونس وتستعد ثلاث منها لتسيير رحلات إلى مطار تونس وهي الإماراتية التي تنطلق رحلاتها بين دبيوتونس اعتباراً من هذا الشهر بواقع أربع رحلات في الأسبوع على أن تصبح رحلة يومية في أواخر السنة الجارية، والكويتية التي ستسير رحلات أسبوعية بين تونس والكويت للمرة الأولى منذ انقطاع الخط الجوي المباشر في السنة 1990، وطيران الشرق الأوسط التي ستسير رحلتين في الأسبوع بين تونس وبيروت، معززة بذلك الرحلات الحالية التي تؤمنها الخطوط التونسية. وكانت"القطرية"التي فتحت السنة الماضية خطاً مباشراً بين تونس والدوحة رفعت عدد رحلاتها سريعاً إلى أربع رحلات في الأسبوع.