اتهمت السلطات المصرية جماعة"الاخوان المسلمين"، أمس، بالعمل على اسقاط نظام الحكم، واستغلال أزمة القضاة لضرب الاستقرار في البلاد. وأمرت نيابة أمن الدولة العليا بحبس 314 متظاهراً اعتقلوا أول من أمس، معظمهم من"الإخوان"، بينهم عضو مكتب الارشاد الدكتور محمد مرسي ومسؤول القسم السياسي في الجماعة الدكتور عصام العريان، لمدة 15 يوماً على ذمة تحقيقات تتعلق بالتظاهرات التي شارك فيها عناصر الجماعة في انحاء متفرقة من القاهرة احتجاجاً على محاكمة القاضيين محمود مكي وهشام البسطويسي. وفي المقابل، اعتبر نواب"الإخوان"في البرلمان أن سلوك الشرطة تجاه المتظاهرين"عاد بمصر خطوات إلى الخلف". وقالوا في بيان أصدروه أمس ان الحكم ببراءة مكي والاكتفاء بتوجيه اللوم الى البسطويسي"ليس نصراً للقضاة فقط، وإنما هو انتصار للشعب المصري الذي وقف بقوة في صف حُماتِه". وأضافوا:"إن كانت محاكمة القاضيين انتهت، فإن معركة إصلاح السلطة القضائية بدأت من خلال الدفع في سبيل اجراءات قانون السلطة القضائية الذي يتبناه نادي القضاة". وشدد البيان على مضي نواب"الاخوان"في طريقهم"بكل السبل لتبني مشروع قانون نادي القضاة من أجل تحقيق إصلاح حقيقي". وكان"مجلس الصلاحية"الذي مثُل أمامه القاضيان قضى ببراءة مكي وتوجيه اللوم إلى البسطويسي. وواجه القاضيان تهمة"الإخلال بمتطلبات وظيفتهما"، بدعوى أنهما وجها انتقادات الى زملاء لهما شاركوا في الإشراف على الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتحدثا عن تزوير في نتائجها لمصلحة مرشحي الحزب"الوطني"الحاكم. وأفاد محضر تحريات قدمته السلطات الأمنية الى النيابة أن"جماعة الاخوان المسلمين سعت الى استغلال أزمة القضاة للعمل على إسقاط نظام الحكم، وان الجماعة كانت حددت 25 شخصاً من قادتها، بينهم عضو مكتب الارشاد الدكتور محمد علي بشر لإدارة نشاط الجماعة ووضع خطط للتظاهر والإخلال الأمني، وأن هؤلاء تحايلوا على قرار منع التظاهر وسط العاصمة وأصدروا تعليمات الى عناصر الإخوان بالتوجه الى مقر الحزب الحاكم والتظاهر أمامه". وأشار المحضر إلى أن"العريان قاد مجموعة للتظاهر أمام مجمع المحاكم في شارع الجلاء وان مرسي قاد مجموعة أخرى للتظاهر أمام محكمة شمال القاهرة في منطقة العباسية، وان المتظاهرين اعتدوا على الممتلكات العامة والخاصة وأهانوا علناً رئيس الجمهورية وسعوا إلى إثارة الجماهير". ولم يتم القبض على بشر ولم يضبط متلبساً مع أي من المتظاهرين الاخوان. وانتقدت منظمات حقوقية أسلوب أجهزة الأمن خلال التظاهرات، واعتبر"البرنامج العربي لنشطاء حقوق الانسان"في بيان الاعتقالات بمثابة"العقاب الرادع للمطالبين بالديموقراطية والإصلاح، أو أنها رسالة أمنية حكومية لإخراس المواطنين وقمع حرياتهم وإهدار حقوقهم". وتساءل:"إلى متى سيستمر هذا النهج الذي يستهدف المطالبين بالديموقراطية والإصلاح السياسي ويستهدف أيضاً المواطنين المتعاطفين مع هذه التظاهرات؟". ورفضت مصر بشدة أمس انتقادات وجهتها الإدارة الاميركية الى حكم أصدرته محكمة النقض برفض طعن كان الرئيس السابق لحزب الغد الدكتور أيمن نور قدمه ضد حكم بسجنه خمس سنوات. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية ان الموقف الأميركي"تضمن مساساً باستقلالية القضاء المصري".