أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في منتجع سوتشي السياحي في روسيا امس مع رئيس كتلة"المستقبل"النيابية اللبنانية سعد الحريري امتدت لاكثر من ساعتين، وتناولت الوضع في الشرق الأوسط والعلاقات بين روسياولبنان. وهذه اول زيارة رسمية يقوم بها الحريري لروسيا، وكانت تكهنات سبقتها بأن الحريري ينوي ان يطلب من موسكو بذل جهود للتأثير في سورية وحضها على عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية وخصوصاً في ضوء جولات الحوار الوطني المتواصلة. وجاءت الزيارة بعد مرور يومين على تبني مجلس الامن القرار 1680 الذي شجع سورية بشدة على ترسيم حدودها مع لبنان. وكانت روسيا امتنعت عن التصويت في المجلس ووصفت القرار بالپ"متسرع"، فيما اعتبرت الخارجية الروسية ان دمشق"عملت بوفاء كثير بمتطلبات القرار السابق لمجلس الأمن ... ولا يوجد ما يتطلب اتخاذ قرار جديد". واللافت ان الرئيس الروسي حرص على توفير اجواء دافئة للقاء واستهله بالاشادة برئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري ونقل الى الحريري الابن"تحية من صديق العائلة"جاك شيراك الذي كان تحدث معه هاتفياً كما تحدث عن"تاريخ طويل من العلاقات الوطيدة التي ربطت بين الروس واللبنانيين". ورحب بوتين بالنائب الحريري"باعتباره زعيم القوى السياسية الرائدة في لبنان التي تربطها علاقة قوية بروسيا". من جانبه لفت الحريري الى الاوضاع المعقدة التي يمر بها الشرق الأوسط حالياً، وقال:"ان المنطقة تعيش مرحلة صعبة حيث تبرز ضرورة ملحة لتبادل الآراء حول الوضع الناشئ فيها". وشكر بوتين على تعزيته باستشهاد الرئيس رفيق الحريري ووقوفه الى جانب لبنان. ولفتت مصادر ديبلوماسية روسية الى الاهمية التي توليها موسكو للزيارة ووصفتها بأنها تأتي في إطار الجهود التي تبذلها روسيا لإعادة الوضع في الشرق الأوسط إلى طبيعته. ويلتقي الحريري اليوم في موسكو مع برلمانيين روس، اضافة الى سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي إيغور إيفانوف وعمدة موسكو يوري لوجكوف ورئيس الغرفة التجارية الصناعية الروسية يفغيني بريماكوف. وقال مصدر مقرب من الحريري انه سيبحث سبل تطوير الصداقة والتعاون بين روسياولبنان.