نفى رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف وجود "انتقام أحمر" وعودة للشيوعيين الى السلطة. وأكد ذلك بتعيين ثلاثة نواب لرئيس الحكومة من حركة "روسيا بيتنا" بزعامة فيكتور تشيرنوميردين. وفي غضون ذلك، دعا محافظ موسكو يوري لوجكوف الى تأميم عدد من المؤسسات ومحاكمة "بناة الأهرامات المالية". وزار بريماكوف أمس الأربعاء وزارة الخارجية لتقديم وزيرها الجديد ايغور ايفانوف الذي كان نائبه الى الديبلوماسيين. وذكر انه "لا مبرر اطلاقاً للحديث عن انتقام أحمر". ووعد بمواصلة سياسة الاصلاحات لكنه دعا الى تعديلها لكي تخدم "أغراضاً اجتماعية". ودعا الديبلوماسية الروسية الى تقديم "صورة صحيحة" لما يجري في البلد والدفاع عن المصالح الوطنية "من دون الانجرار نحو المواجهة". وفي اطار سياسة "التوازنات"، التقى بريماكوف قادة الكتل اليسارية في البرلمان قبل استصدار مرسوم رئاسي بتعيين ثلاثة نواب لرئيس الحكومة كان اثنان منهم احتلا مواقع قيادية في حركة "روسيا بيتنا" التي يقودها رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين. وأصبح رئيس الكتلة الكسندر شوخين مسؤولاً عن القطاع المالي والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وكلف ادارة القضايا الاجتماعية فلاديمير ريجكوف الرئيس السابق للكتلة والنائب الأول لرئيس مجلس الدوما حالياً، فيما أصبح فلاديمير بولفاك الوزير في حكومة تشيرنوميردين سابقاً، نائباً لرئيس الوزراء مسؤولاً عن الصناعة والمواصلات. ويصنف نواب رئيس الحكومة الجدد ضمن الخط الاصلاحي لكنهم أجمعوا على انتقاد حكومة سيرغي كيريينكو وسياساته المالية. وأكد شوخين ان اتصالاته الأولية مع وفد صندوق النقد الدولي، أكدت احتمال حصول روسيا على دفعة من القروض المتفق عليها. لكنه أضاف ان ذلك "مرهون ببرنامج حكومتنا وقدرتها على ادارة النظام المالي". ولم يعترض الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف على التعيينات الأخيرة التي يمكن أن تحد من صلاحيات عضو حزبه يوري ماسليوكوف الذي كلف الاشراف على الاقتصاد والصناعة بوصفه نائباً أول لرئيس الوزراء. وذكر زيوغانوف ان اليسار سوف يدعم "قادة الحكومة الجديدة اذا لم يعودوا الى اتباع السياسة القديمة". وعلى صعيد آخر، التقى بريماكوف محافظ العاصمة وأحد أقوى الشخصيات في السياسة الروسية: يوري لوجكوف. وذكر الأخير انه كان رفض عروضاً بتولي رئاسة الحكومة بدلاً من بريماكوف. وأعرب عن ارتياحه لأن الوزارة الحالية "يتولاها ساسة جدد". وأكد انه عرض على رئيسها برنامجاً لمعالجة الأزمة يتضمن بنوداً تتعلق باستعادة الدولة ملكية المؤسسات والمصانع التي حولت الى القطاع الخاص لكنها "لا تعمل بشكل فعال". وقال ان روسيا "أصيبت بجلطة قلبية في النظام المالي" بسبب اخطاء الاصلاحيين الراديكاليين. ودعا لوجكوف الى محاكمة "بناة الأهرامات المالية" التي انهارت وإعادة من هرب منهم الى الخارج "بأي طريقة وان كان الأفضل ان يجرى ذلك بطرق شرعية" لكي يمثلوا أمام المحاكم ويكونوا عبرة لمن "ينوي خداع الشعب".