دعا الرئيس فلاديمير بوتين إلى وقف العنف في الشرق الأوسط، وحض الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك على استئناف الحوار فوراً. لكن موسكو توقعت "انهيار" المفاوضات في مصر، واقترح رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف مؤتمراً دولياً جديداً، مطالباً بأن تكون القدس عاصمة "ثنائية"، والأماكن المقدسة فيها تحت اشراف دولي. وأشار بوتين إلى أن انفجار موجة العنف "أوصل الوضع إلى حد خطر"، وذكر ان استمرار التصعيد سيوجه "ضربة قاسية" إلى عملية السلام، داعياً عرفات وباراك إلى استئناف الحوار. لكن موسكو لم تبد حماسة للمشاركة في قمة شرم الشيخ، وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما النواب دميتري روغوزين، اثر لقائه وزير الخارجية ايغور ايفانوف، ان القيادة الروسية "استغربت" أنباء مشاركة الوزير في القمة. وأضاف ان حضور روسيا "غير مجد"، مؤكداً "استعجال الأميركيين اللقاء قبل الانتخابات الرئاسية لديهم". ورأى أنهم يريدون "ازاحة" بلاده من عملية السلام، ويتحملون كل المسؤولية عن انهيار المفاوضات. وكان ايفانوف اعترف في تصريح إلى التلفزيون الروسي بأن الوساطة التي تولاها اخفقت، وحض إسرائيل والسلطة الفلسطينية على وقف العنف، مطالباً الدولة العبرية بأن تسحب قواتها إلى المواقع التي كانت فيها قبل اندلاع الأزمة، وتفك الحصار عن الأراضي الفلسطينية وتتخلى عن التهديد بالقوة، في مقابل ضمان الشرطة الفلسطينية إعادة الأمن ومنع الاعتداء على الأماكن الدينية. وانتقد محاولات الرئيس بيل كلينتون "استعجال المفاوضات"، وقال إن ربط عملية السلام بالانتخابات في "بلد ما" ينطوي على "عواقب وخيمة". وشارك في توجيه هذه الانتقادات بريماكوف، الذي يعد من أبرز الخبراء في شؤون الشرق الأوسط. واقترح خطة تقضي بوقف الحرب الإعلامية بين إسرائيل والفلسطينيين، و"انهاء تبادل الشتائم"، وموافقة إسرائيل على حل وسط لمسألة القدس. وأوضح بريماكوف أنه يدعم رأي البطريرك اليكسي الثاني الداعي إلى جعل القدس عاصمة "للفلسطينيين ولإسرائيل"، وان تتولى هيئة دولية، لم يحددها، الاشراف على الأماكن المقدسة. ودعا رئيس الوزراء السابق إلى عقد مؤتمر دولي بمشاركة الفلسطينيين وإسرائيل وأميركا وروسيا ومصر والاتحاد الأوروبي.