أكد رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال بيتر بايس أمس، أن قوات"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة في العراق لا تستطيع الانسحاب حتى من المحافظات الأكثر استقراراً في العراق، على رغم"التقدم"الذي تحقق في إنشاء القوات الأمنية العراقية. وأدلى الجنرال بهذا التصريح في شهادة في مجلس الشيوخ مع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، واجها خلالها أسئلة أعضاء لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ التي تبحث في منح 66.3 بليون دولار إضافية طلبتها الحكومة لتمويل العمليات في الخارج وخصوصاً العراق. ورداً على سؤال عما اذا كانت قوات"التحالف"تستطيع الانسحاب في الأشهر الثلاثة المقبلة من أي من المحافظاتالعراقية التي وصفت بأنها"هادئة ومستقرة"، أجاب الجنرال بايس ب"لا". ومن جهته، توقع رامسفيلد أن تُشكل الحكومة العراقية الجديدة في حلول المهلة النهائية في 21 الشهر الجاري، لتنتهي بذلك الخلافات السياسية التي حالت دون التوصل الى قرارات رئيسية حول مستقبل القوات الأميركية المنتشرة في العراق والبالغ عددها 130 ألف جندي. وأوضح بايس أن الجيش الأميركي يواصل تسليم المناطق الى قوات الأمن العراقية، مضيفاً أن القوات الأميركية أغلقت 34 قاعدة هذا العام وسلمت الى العراقيين لينخفض عدد قواعدها في هذا البلد من 110 الى 76. ومن المقرر أن تسلم أو تغلق حوالى 20 قاعدة أخرى. وقال رئيس أركان الجيش الأميركي إن اثنتين فقط من الفرق العراقية العشر تتولى السيطرة على مناطق خاصة بها، لكن نصف ألوية الجيش العراقي الثلاثين يتولى المسؤولية عن الأمن في مناطق محددة. وأضاف:"ما زال يتعين بناء الجانب اللوجستي والقيادة والسيطرة في الجيش العراقي، ليتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم في شكل كامل". وكان قائد قوات"التحالف"في العراق الجنرال جورج كايسي أعرب العام الماضي عن أمله في إجراء خفض كبير في القوات الأميركية في العراق خلال العام الجاري. إلا أن أي اشارة من هذا النوع لم تصدر عن رامسفيلد أو الجنرال بايس. وأكد رامسفيلد:"لو كان الجنرال كايسي هنا، لقال إنه يجب توفر مستوى معقول من الأمن وفرص اقتصادية معقولة، وللحصول على أي من هذه يجب أن تكون لديك حكومة وحدة وطنية". وأضاف:"ولذلك، فأنا وهو نرى أننا لن نستطيع الحصول على الأمن إلا اذا تشكلت الحكومة الجديدة، وبدأت عملية مصالحة وأظهرت للشعب العراقي أنه يشارك في الحكومة". في المقابل، قالت السيناتور الديموقراطية عن ولاية كاليفورنيا دايان فاينشتاين إن الميليشيا الشيعية الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تثير القلق في شكل خاص. وأضافت:"يبدو لي أن الوقت حان لتحويل مهماتنا والبدء في حصر وجودنا في تأمين الجانب اللوجستي والدعم واخراج قواتنا من هناك". ورد رامسفيلد على ذلك بالقول:"لا أختلف معك على ذلك ... يجب أن نشعر بالقلق من الصدر وميليشياته. وجود ميليشيات مسلحة في بلد ديموقراطي لا يساهم في نجاح تلك الديموقراطية". وقال إن القادة الأميركيين يفكرون ملياً في اعداد الجنود الأميركيين اللازمين لتعزيز الأمن من دون أن يصبحوا وقوداً للتمرد، مشيراً الى أن رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي أعلن صراحة ضرورة معالجة أمر الميليشيات.