أقر رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الجنرال بيتر بايس بأن العراقيين"يرغبون بأن ترحل القوات الاميركية والقوات الاجنبية الاخرى عن بلادهم في اسرع وقت ممكن". واكد ان واشنطن تعيد النظر شهرياً في عدد جنودها في العراق. ويأتي كلام بايس بعد قرار وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون سحب لواءين مقاتلين من العراق، اي نحو سبعة الاف جندي من اصل 160 الف منتشرين في العراق، بحلول ربيع السنة 2006. وقال بايس لمحطة"فوكس نيوز"مساء الاحد"من الطبيعي ان يفضل العراقيون ان تغادر القوات المتعددة الجنسية بلادهم في اسرع وقت ممكن". واوضح:"قد لا يريدون ان نرحل غداً، لكنهم يريدون ذلك في اسرع وقت ممكن". وكان خبراء في السياسة الخارجية للولايات المتحدة اعربوا عن خشيتهم من ان تطالب الحكومة العراقية، المنبثقة عن الانتخابات التشريعية التي جرت في 15 كانون الاول ديسمبر، الولاياتالمتحدة بسحب القوات الاميركية لكن المسؤولين الاميركيين وصفوا هذا الاحتمال بغير الواقعي. غير ان استطلاعاً للرأي في العراق، اجرته محطة"اي بي سي نيوز"الى جانب وسائل اعلامية اميركية واجنبية اخرى في تشرين الاول اكتوبر الماضي، اشار الى ان انه على رغم التحسن في مستوى العيش والامن الا ان معارضة العمليات العسكرية في البلاد على ازدياد. وقال ثلثا الاشخاص، الذين شملهم الاستطلاع، انهم"يعارضون وجود قوات التحالف في العراق"اي بزيادة 14 نقطة مقارنة مع استطلاع للرأي اجري في شباط فبراير 2004. واشار هذا الاستطلاع الى ان نحو 60 في المئة يعارضون اداء الولاياتالمتحدة في العراق منذ الاجتياح في آذار مارس 2003. ورداً على سؤال عن اقتراح توقيت لانسحاب القوات الاميركية، قال 26 في المئة ان على الجنود الاميركيين وقوات التحالف الاخرى ان"ترحل الآن"، في حين اعتبر 19 في المئة ان الانسحاب يجب ان ينفذ بعد تشكيل حكومة جديدة استناداً الى نتائج الانتخابات التشريعية. من ناحية اخرى، راى 31 في المئة ان على القوات الرحيل بعد استتباب الامن، في حين فضل 16 في المئة الانتظار حتى تستطيع قوات الامن العراقية التكفل بالامن من دون الحاجة الى القوات الاجنبية. ونفى الجنرال بايس ان تكون وزارة الدفاع الاميركية وضعت خطة لاعادة عدد القوات في العراق الى ما دون عتبة المئة الف رجل قبل نهاية السنة 2006. واوضح ان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كايسي يجري بانتظام اعادة تقويم للحاجة الى القوات في العراق. وقال بايس ان المسؤولين"يجرون تحليلاً معمقاً ومفصلاً كل شهر"وانه"سيتم تحديد عدد القوات التي سنكون بحاجة اليها بناء على هذه التحاليل". لكنه حذر من ان"العدو قد يؤثر"في سرعة انسحاب القوات الاميركية، وانه"في حال تكثفت الهجمات قد يتم رفع عدد القوات بنسبة بسيطة لمعالجة هذه المسألة". وفي خطوة فسرت على انها بداية للانسحاب التدرجي للقوات الاميركية، اعلن وزير الدفاع الاميركي الاسبوع الماضي ان الولاياتالمتحدة لن تجدد انتشار لواءين مقاتلين في العراق في فترة المناوبة في ربيع السنة 2006، ما يعني التراجع الى ما دون مستوى 138 الف جندي. ولم يصل عدد القوات الاميركية في العراق الى ما دون هذا المستوى منذ نيسان ابريل 2004. من ناحيته اكد وزير الخارجية السابق كولن باول، الذي كان رئيس اركان الجيوش الاميركية خلال حرب الخليج عام 1991، انه سيكون هناك عدد جنود اميركيين اقل في العراق بعد عام من الآن. وقال لمحطة"اي بي سي"الاحد"لا اظن انه يمكننا الابقاء على المستوى الحالي لعدد الجنود".