من يشاهد"فيديو كليب"الفنانة كارول سماحة"اسمعني"لا يصدق أن تلك الصبية التي استحقت لقب"مطربة"بامتياز، تخطو الخطوة الأولى في اتجاه زمن"الواوا أح". فالمشاهد يجد نفسه مركزاً أثناء مشاهدته"الفيديو كليب"، على أداء كارول للرقصات و"هز الوسط"أكثر مما يجد نفسه مستمعاً لكلمات الأغنية وألحانها. ويكاد المشاهد الذي يرى في كارول واحدة من اللبنانيات القليلات جداً في هذا الزمن اللواتي نشأن نشأة موسيقية وفنية صحيحة، يجد في هذا"الكليب"صدمة كبيرة خصوصاً أنه يعتقد بأن كارول أمضت معظم حياتها الفنية تعمل من أجل الفن للفن لا من أجل الفيديو الكليب. ذهاب كارول في هذا الاتجاه، يثير كثيراً من الأسئلة والمخاوف التي ليس أقلها: كيف يكون موقف كارول لو شاهدتها"الدول الكبيرة"التي ناجتها في أغنية"انت مين"التي نظمها منصور الرحباني ولحنها؟ كيف ستقتنع الدول الكبيرة بأن تلك الصبية التي ظهرت في"لوكها"الجديد تجيد فن الرقص، هي نفسها التي تدعوها الى العدالة والانصاف؟ قد لا يعتبر كثر أن في الرقص مشكلة، لكن المشكلة أن يتراجع الإنسان في مسيرة شديدة الصعوبة بدأها قبل سنوات، بالغناء الجاد والمسرح الرحباني، الى"فيديو كليب"يراه كثر ضرورياً من أجل الاستمرار، كما يزرع صانعو الكليب في أذهان المغنين... الساعين الى الشهرة والانتشار. من حق الفنان أن يسعى الى ما يريد، ويختار ما يشاء من أغانٍ وموسيقى، لكن هل من حقه أن يتراجع او ان يغير صورته لدى الجمهور الذي احترمه وقدره طويلاً؟ ألا يكفيه أن يتراقص خلفه فريق من الراقصين على إيقاع أغان أياً يكن لحنها وموضوعها؟ قد يبدو الكلام قاسياً ومحبطاً لكنه في الواقع ليس كذلك ولا هذه غايته بل كل ما يصبو إليه أن يبقى الجيد جيداً ويحافظ من ارتفع على مستواه ولا يغرنه زمن الفيديو كليب ولا تجره مغنيات ال"واوا أح"الى منحدرات.