أعاد احتكار شبكة"أي آر تي"التلفزيونية بث مباريات كأس العالم الجدل حول موضوع حصرية البث التلفزيوني لأحداث عالمية كبرى كمونديال ألمانيا لعام 2006 الذي سينطلق في التاسع من حزيران يونيو المقبل. فعلى رغم أن احتكار تلك المباريات معلن عنه منذ سنوات طويلة نسبياً، بل وتأكد أيضا شراء الشبكة لحقوق بث المونديال عامي 2010 و2014 حصرياً للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، إلا أن اقتراب موعد البطولة العالمية زاد حدة النقاش والترقب لدى عشرات الملايين من المشاهدين العرب حول كيفية تأمين مشاهدة ذلك الحدث كما كانت الأمور سابقاً، أي من دون الاضطرار للاشتراك في الشبكة . والمسألة التي تتصل في جوهرها بطغيان الجانب التجاري والمالي على الرياضة ليست جديدة على البث التلفزيوني المشفّر إذ تقدم محطات كثيرة خدماتها بالاشتراك في الدراما والسينما والعلوم، لتصل اليوم إلى كرة القدم الأكثر جماهيرية ومتابعة. وواضح إن الخاسر في التجربة الجديدة هو المشاهد باعتباره بات مضطراً لدفع مبلغ من المال من أجل متعة المشاهدة التي تعوّد عليها مجاناً. وتلك الخسارة المفترضة هي التي تثير اليوم نقاشاً حاداً على صفحات الصحف وعبر مواقع الانترنت خصوصاً حول تطبيقها، ما سيحرم جزءاً كبيراً من المشاهدين التقليديين من متابعة"معشوقتهم"كرة القدم على رغم عدم استسلام كثيرين في بحثهم عن آلية للمشاهدة التي قد تصل إلى عمليات قرصنة. وفي انتظار أن يتكيف المشاهدون مع التجربة، بدأت دول بالبحث عن حلول للمسألة فقررت السعودية نقل مباريات المنتخب السعودي عبر البث الأرضي، فيما سيتمكن مشاهدو مجموعة قنوات"ام بي سي" من متابعة اللقطات المهمة في مباريات المونديال، كما ستبث إذاعة"أم بي سي أف أم"وراديو بانوراما المباريات مباشرة من ألمانيا، ويتوقع أن تتيح إحدى شركات الاتصالات العملاقة لمستخدمي الانترنت مشاهدة المونديال المقبل على شاشات الكومبيوتر. في مقابل تلك الآليات تزدهر الإعلانات في دول عربية منها مصر وسورية والأردن، عن تقديم خدمة مشاهدة المباريات من المقاهي والمطاعم والأندية الكبرى على شاشات عملاقة في مقابل دفع رسوم بسيطة ، فيما يتوقع العاملون في تقنيات"ديجيتال"ازدهار"فك التشفير"عن بعض المحطات التي تقدم الخدمة. بل إن بعضهم بدأ يروج لمحطات ألمانية تنقل الحدث، يمكن التقاط بثها في الشرق الأوسط!