انتظر اللبنانيون المباراة الافتتاحية لكأس العالم لكرة القدم بترقب، ولكن شاب حماستهم قلق من إمكان عدم متابعة هذا الحدث العالمي بعد فشل الدولة اللبنانية في التفاوض مع الجانب القطري لنيل حق بثّها مجاناً على التلفزيون الرسمي، واضطرار اللبنانيين الى تسجيل اشتراك خاص لمتابعتها. وحتى اللحظة الأخيرة قبل بدء المباراة، استمر اللبنانيون في التساؤل على موقعي "تويتر" و"فايسبوك" إن كان "تلفزيون لبنان" سينقل المباريات أم لا، لكن الأخير اكتفى ببث الحفلة الافتتاحية للمونديال في البرازيل، من دون بث المباراة بين المنتخبين البرازيلي والكرواتي. وفيما تدارك بعضهم الوضع قبل أيام من انطلاق المباريات، واشترك في خدمة البث لدى أحد الموزعين المحليين لضمان مشاهدتها، على رغم التكلفة "المرتفعة" بالنسبة إلى لعبة تتسم بطابعها الشعبي، إلى درجة تسميتها ب"لعبة الفقراء"، رأى آخرون أن متابعة المباريات أصبحت "امتيازاً" في لبنان. ولم يفوّت اللبنانيون فرصة للسخرية من التلفزيون الرسمي الذي شهد في الفترة الأخيرة إطلاق شبكة برامج جديدة مع العمل على تحسين جودة الصورة والظهور بحلّة عصرية، بعد ركود استمر سنوات جعل منه محطة تقتصر على إعادة عرض مسلسلات من زمن ازدهاره الفائت. ولأن اللبناني اكتسب خبرة على مدى عقود في التحايل على ضعف امكاناته المادية، وجد ضالّته في القناة الفرنسية "تي إف 1"، التي توزع في مختلف المنازل من دون أي تكلفة إضافية. فلجأ عدد كبير من اللبنانيين إلى التلفزيون الفرنسي، وشاهدوا المباراة بصوت المعلّق الفرنسي من دون أن يكترثوا للغة التي يسمعونها ولا يفهمها كثيرون. واستفاد آخرون من القدرات التقنية لبعض موزعي المحطات في مناطقهم، والذين عمدوا إلى خرق التشفير التلفزيوني وأمّنوا لزبائنهم بثاً مجانياً "غير شرعي"، فتشارك المشاهدون على حساباتهم الافتراضية طريقة حصولهم على فرصة المشاهدة، ووجّه أحدهم على "فايسبوك" "تحية إلى علي"، الموزّع الذي امّن لمشتركيه حضور المباريات من دون أي كلفة إضافية. ومن اللافت أن بعض وسائل الاعلام المحلية نشرت اليوم غداة افتتاح المونديال لائحة بالترددات والقنوات التي تبثّ المباريات مجاناً. وساعدت شبكة الإنترنت مستخدميها على تجاوز القيود التقنية أو المادية التي حالت دون مشاهدتهم المباراة على شاشات التلفزة، ووفرت لهم فرصة مجانية على ترددات مختلفة، بينما لجأ آخرون إلى وسائل ابسط، من خلال حجز مقعد في أحد المقاهي أو المطاعم التي غالباً ما تشهد أجواء احتفالية طوال مدة المونديال.