سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أطراف "14 آذار" تصر على وجود أزمة حكم في لبنان وستواصل تحركها لإسقاط لحود . الحوار لم يصل إلى اتفاق على مسألة الرئاسة فانتقل إلى السياسة الدفاعية وسلاح المقاومة
هل هي"عود على بدء"بمعنى ان موضوع رئاسة الجمهورية اللبنانية سيبقى ازمة قائمة تثار كلما سنحت الفرصة لذلك، أم ان هذا الموضوع طوي نهائياً كما أوحى بعض مغادري جلسة مؤتمر الحوار الوطني التي عقدت امس على مدى اربع ساعات، وبدا انه سجل هدفاً في شباك الآخرين. كانت التعليقات على النتيجة التي انتهى اليها الحوار حول بند رئاسة الجمهورية مختلفة باختلاف قائلها، فتراوحت ما بين"الاتفاق السلبي"وپ"الاتفاق على ادارة الاختلاف ولم نفشل"وما بين"تعليق الأمر وعدم طيه"وپ"مستمرون في التحرك سياسياً لإقالة رئيس الجمهورية"، وپ"ما زلنا مع حملة"فلّ"غادر والله يعين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة". بدا الاطراف المتحاورون الداخلون الى غرفة الحوار في المجلس النيابي على قناعة مسبقة بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة التعايش مع الرئيس اميل لحود في ضوء عدم التوافق على البديل او المخرج لإقالته، لذا حين خرج النائب علي حسن خليل في منتصف المدة التي استغرقها الحوار في جولته السابعة لإبلاغ الصحافيين"ان موضوع الرئاسة حسم سلباً"، بدا الأمر من المسلمات وأرفق كلامه بأن"الاتصالات والمداولات التي حصلت من تحت الطاولة وفوقها لم تثمر أي نتيجة سوى المزيد من التشنج والسجالات الاعلامية". هذه الاجواء سرعان ما بددتها المصافحات التي التقطتها عدسات المصورين في بداية الجلسة بين الأمين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصر الله ورئيس كتلة"تيار المستقبل"النيابية سعد الحريري وبين نصر الله ورئيس"اللقاء الديموقراطي"النيابي وليد جنبلاط وبين الحريري ورئيس"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون وبين نصر الله ورئيس الهيئة التنفيذية لپ"القوات اللبنانية"الدكتور سمير جعجع. واستهل رئيس المجلس النيابي نبيه بري جلسة الحوار باطلاع المجتمعين على نتائج زيارته سورية والوعود التي عاد بها. ولم تخلُ الجلسة من استفسار البعض من بري عن قصده بأنه سيكشف قريباً من يعطل تنفيذ ما قرره الحوار في ما يتعلق بالعلاقات اللبنانية ? السورية. الجلسة امتدت حتى الثالثة بعد الظهر وسط تدابير أمنية مشددة في وسط بيروت، بعدما لم يتمكن المتحاورون من الانتقال الى مكان بديل وتحديداً المختبر المركزي في محلة شوران لعدم ملاءمة المكان امنياً. وكان اول المغادرين علناً جنبلاط ومعه الوزير مروان حمادة ولم يشأ الاثنان الادلاء بأي تصريح. عون"أكثر المرتاحين" واستبق النائب عون اسئلة الصحافيين لدى مغادرته بالتأكيد بأنه"مرتاح"لما حصل. وبالتشديد على ان موضوع رئاسة الجمهورية سحب من التداول، وقال:"أنا أكثر واحد مرتاح"، ووصف مشاركته في جلسة الحوار بأنه"كان مراقباً". المؤتمر الصحافي لبري وإذ فضل معظم المغادرين ترك شرح ما حصل داخل الجلسة الى الرئيس بري، فهو استهل مؤتمره الصحافي الذي لم يحضره احد من الاقطاب المتحاورين، بالاعلان"ان المتحاورين لم يصلوا حول بند رئاسة الجمهورية الى تفاهم واتفاق وانه تم الانتقال الى درس البند الثاني المتعلق بالسياسة الدفاعية او الاستراتيجية الدفاعية وسلاح المقاومة". وقال بري:"أحب أن أقول مرة ثانية، طبعاً وأنا اتفهم هذا الأمر سلفاً، ان الاجواء الاعلامية والصحافية التي سادت في الفترة ما بين الاجتماعين الحالي امس وما قبله اوجدت جواً من التشاؤم خصوصاً لجهة التحليلات الصحافية في ما يتعلق بموضوع الحوار، وأكثر التعليقات كانت تسير وكأن الحوار يسير من اجل الحوار، والحقيقة ان هذا الكلام لا يتمتع بالدقة مع احترامي لجميع الزملاء والاخوة الصحافيين الذين كانوا يتكلمون مثل هذا الكلام لأن المواضيع التي توصل اليها الحوار كانت من الامور المستعصية والتي كان ممنوعاً الكلام فيها من قبل، اضافة الى الموضوعين اللذين كانا متبقيين ايضاً هما من هذه المواضيع، ليس هناك موضوع اقل جدية من المواضيع التي أُدرجت على جدول الاعمال لا سيما ان جميعها لم تكن داخلة في باب الطائف ودستور الطائف". وقرأ بري ما تم التوصل اليه في الجلسة، قائلاً:"لم يصل المتحاورون الى اتفاق وبالتالي تم الانتقال الى النقطة الاخيرة على جدول الاعمال وهي الموضوع المتعلق بالسياسة الدفاعية وسلاح المقاومة، وفي الموضوع الثاني بدأنا بشرح مطول لكل أبعاد موضوع العدو الاسرائيلي والخطر على لبنان، ومواضيع بدءاً من احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبقاء المعتقلين وقضية الألغام والإطماع الاسرائيلية وصولاً الى الاستراتيجية الدفاعية التي يجب ان تكون عليها ويجب ان نحرص عليها كلبنانيين جميعاً سواء كان جيشاً أم مقاومة، بدأنا بعرض شامل ودقيق وشفاف جداً قدمه الأخ السيد حسن نصر الله على مدى أكثر من ساعة وبعد هذا الأمر اتُفق على تأجيل الجلسة لمتابعة بحث هذا الموضوع الى الخميس في الثامن من حزيران يونيو المقبل وسبب تأخير الجلسة المقبلة مرده ان بعض الزملاء عندهم ارتباطات سفر الى الخارج وهناك انشغالات لبعضنا بأعياد التحرير التي تصادف في الايام المقبلة، خصوصاً بين 24 أيار/ مايو و1 حزيران". وعما اذا سلمت قوى 14 آذار ببقاء لحود حتى نهاية ولايته ام ان لها اجندة خاصة خارج الحوار، طلب بري عدم سؤاله أي سؤال"يشي بأننا اطراف 14 شباط و14 آذار، على طاولة الحوار كل ما نسعى للقيام به هو القراءة في كتاب واحد، المهم هذا الموضوع لا يزال حتى الآن في ما يتلعق برئاسة الجمهورية فإن القرارات تصدر بالإجماع". وأشار الى انه وعلى مدى أكثر من ساعة في بداية الجلسة دار الحديث عن زيارته دمشق"ووضعت الاخوة المتحاورين في اجواء الزيارة، وسبق ان حصلت جلسة مع الرئيس السنيورة اول من امس، وكان المتحاورون ومن دون استثناء مؤيدين لهذه الخطوة والانفتاح على الاخوة السوريين، وبالتالي فإن هذا الامر سيُتابع، وكما قلت وكررت الأبواب مفتوحة ومشرّعة". وعما إذا يعني الانتقال الى بند سلاح المقاومة اقفالاً لبند رئاسة الجمهورية نهائياً فقال بري:"هل اذا حصل زلزال أكون مسؤولاً عنه. ما اقوله ان الاتفاق حصل بالإجماع. والذي حصل ان المتحاورين مختلفون حول هذا الموضوع وبالتالي لم نصل الى اتفاق فانتقلنا الى الموضوع الاخير، وهذا الموضوع لم يعد موضع بحث". وعن سبب عدم التوصل الى اتفاق حول هذا الموضوع قال بري:"نحن جئنا الى هنا كي نحاور بعضنا بعضاً لنصل الى اتفاق اجماعي، ولم نتمكن من الاتفاق إجماعاً لا سلباً ولا إيجاباً. فوصلنا الى هذه النتيجة. ولا بد من تذكيركم بأنه منذ اليوم الاول للحوار في الثاني من آذار مارس الماضي وعندما قمنا بجولة عامة على بنود جدول الاعمال قلت ان هذا الموضوع لا أرى انه يمكن حله على طاولة الحوار وبالتالي اطلب مؤازرة ومساعدة فيه، هل تذكرون هذا الأمر، ولكن لم تحصل مطاوعة في هذا الموضوع، وحاولنا الوصول الى حل ولم نتمكن. المهم اننا ندير خلافاتنا في شكل وطني ايضاً". وعن وجهات النظر المسبقة في سلاح المقاومة اعتبر بري"ان لكل طرف رأيه ونحن لنا رأينا، وأنا شخصياً في هذا الموضوع طرف وطرفان وثلاثة، لكن المهم اننا نسعى الآن، ان شاء الله، ان نصل في هذا الملف خصيصاً لمصلحة لبنان والدفاع عنه ووحدته والجيش اللبناني والمقاومة، الى موقف واحد موحد كلنا، وأنا متفائل بهذا الموضوع ولست متشائماً". ونفى ان تكون حصلت ترشيحات على طاولة الحوار في ما يتعلق برئاسة الجمهورية. السنيورة:"الأهم أمور الناس" ورأى الرئيس فؤاد السنيورة لدى مغادرته"ان رئاسة الجمهورية باقية ويجب ان يكون لها الدور الذي نص عليه الدستور، والكلام عن ان الرئاسة لم يعد لها دور لا يعبر عن الحقيقة، فلا احد يريد ان يمس بدور رئاسة الجمهورية على الاطلاق، وهي شيء اساسي في النظام اللبناني ونحن شديدو الحرص كلبنانيين الى أي فئة انتموا على هذا الأمر". وعن زيارته قصر بعبدا قال السنيورة:"سبق ان قلت ان امور الناس يجب ان تستمر". الجميل: نعيش أزمة حكم وإذ اعتبر الرئيس الجميل ان لا اتفاق على الموضوع الرئاسي"وبالتالي لكل طرف الحرية في بحث الموضوع"، اكد"ان هناك إجماعاً على ان البلد يعيش ازمة حكم وللأسف لم نتمكن من معالجة هذه الازمة لذا تبقى معلقة". وتعليقاً على كلام البطريرك الماروني نصر الله صفير بأن"الرئاسة مهمشة"، قال الجميل:"الأمر ليس بسر، كل الناس تعرف ان الرئاسة تعاني من ازمة كبيرة داخلياً وخارجياً بسبب المقاطعة من كل الدول لها". الحريري: تأجيل ولم ننته وشدد النائب الحريري على ان موضوع رئاسة الجمهورية"هو وجود ازمة حكم. ونحن كقوى 14 آذار ما زلنا عند رأينا، الآن تم التأجيل ربما حتى تحصل اجواء افضل في هذا الموضوع مستقبلاً كي نتمكن من حله، انتقلنا الآن الى الموضوع الآخر وهو سلاح المقاومة وحصلت مطالعة وقابل للنقاش وطاولة الحوار ستناقش هذا الموضوع كي نصل الى حل". وعما اذا كان الموضوع خلافياً قال:"لماذا تريدون ان تخلفوننا، نحن نناقشه". ورفض اسئلة صحافية تتحدث عن"قوى 14 شباط"، وقال:"هذا التاريخ هو ذكرى جريمة استشهاد الرئيس رفيق الحريري، اذا اردتم استخدامها في السياسة أتمنى ألا تفعلوا لأن في هذه الذكرى كان هناك"حزب الله"وپ"التيار الوطني الحر"موجودين، ان التداول في هذا التاريخ وكل واحد"ينمّر"على الثاني على اساس هيدا 14 آذار وهيدا 14... هذا شيء معيب". واعتبر ان في بند رئاسة الجمهورية"لم يحصل أي تقدم لذا قلنا دعونا ندخل الى موضوع سلاح المقاومة وعندما نحصل نقاط يمكن من خلالها مناقشة بند رئاسة الجمهورية، لأن هناك ازمة حكم، وهي لم نستطع ان نصل الى نقاط تمكننا من التخلص من هذه الازمة، قلنا نؤجلها". وعن قول الدكتور جعجع انه سيتابع الأمر سياسياً قال الحريري:"أكيد نحن معه، كلنا مع بعضنا بعضاً". وأشار الحريري الى جلسته مع نصر الله على خلفية المقابلة الصحافية التي كان أدلى بها الحريري لپ"الحياة"، وقال:"تصافحنا وحكينا في بعض الامور وأنا افضل ان تبقى هذه الامور بعيداً من الاعلام وتحدثنا في امور كان هناك خلاف حولها وتفاهمنا". وعن قول البعض ان قوى 14 آذار تفضل بقاء الرئيس لحود في منصبه على مجيء النائب عون رئيساً قال:"أبداً غير صحيح هذا الكلام". وعن مطالعة السيد نصر الله عن المقاومة. قال الحريري:"مطالعة مهمة جداً ويجب ان يفكر بها لأننا فعلياً نحن نعيش خوف التعدي علينا من العدو الاسرائيلي وموضوع الدفاع عن الوطن كل لبناني حريص عليه، ونحن نريد الوصول الى وسيلة نتفاهم عليها جميعنا ويحصل حولها إجماع من اجل ان نخدم المواطن والوطن". كرمنا أميركا لا بولتون وعن تكريم السفير الاميركي في الأممالمتحدة جون بولتون قال الحريري:"اذا أردنا القول لا يجوز التكلم مع الآخر، هذا يعني اننا غير ديموقراطيين، علينا معرفة آراء كل انسان. قد يكون حصل تكريم لجون بولتون في واشنطن، لكن بولتون بالنسبة اليّ لا يمثل نفسه انما يمثل اميركا التي صوتت على القرارات الدولية 1559 و1636 و1644 والقرارات الاخرى". وقيل له:"وعلى الطريق قرارات جديدة"، فرد بضحكة وتابع:"بولتون يمثل الدولة الاميركية وأميركا بالنسبة الينا منذ مرحلة استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحتى اليوم، في معرفة الحقيقة والمحكمة الدولية، وقفت معنا، لماذا اذاً نقول". وقاطعه الصحافيون بالقول عن بولتون انه صهيوني وداعم لاسرائيل فرد الحريري بحدة:"لا تشككوا بعروبتي واسلاميتي ان استخدام هذا الخطاب يدفعنا الى التشكيك بأي شخص، اذا ذهب للتحدث مع سورية او ايران، خلصنا، بالنسبة اليّ بولتون يمثل اميركا، طريقته استفزازية هذا لا يعنينا، انما عندما يتعلق الامر بقرارات تعنى بلبنان، فإن السؤال هل كانت اميركا مع لبنان او ضده؟". وعن الخطوات المقبلة بالنسبة الى العلاقة مع سورية، أوضح الحريري:"ان في بداية الحوار وافقنا على أمور عدة بالإجماع وزيارة الرئيس بري دمشق كانت على أساس ان بعض النقاط يمكنه ان يساعد فيها مثل العلاقات الديبلوماسية وغيرها، كل شخص يمكنه ان يقوم بشيء كي نثبت او نقوم بخطوات ايجابية تجاه القرارات التي اتخذناها في الحوار، والرئيس بري قام بهذا الامر وانتقل الى سورية مشكوراً وحاول ترطيب الاجواء بين لبنان وسورية على أساس ان تنفذ بعض النقاط". وعن تصور"تيار المستقبل"بالنسبة الى الاستراتيجية الدفاعية اكتفى الحريري بالقول:"عندما استشهد الرئيس الحريري حاول كثر ان يخلفوا ما بين"تيار المستقبل"وپ"حزب الله"، هذا لن يحصل تحت أي ذريعة، لن يحصل، قد يكون هناك اختلاف في الآراء، نعم لكن لن يحصل خلاف، في المستقبل، هناك امور قابلة للنقاش، نناقشها ونلاقي حلولاً". وأكد في شكل قاطع ان معركة رئاسة الجمهورية"لم تنته"، وقال: لا نزال مع حملة"فلّ". وعاد الحريري وقال في تصريح آخر في باحة ساحة النجمة:"الحل الوحيد ان يستقيل الرئيس لحود، لكن الآن على الرئيس السنيورة ان يتعايش مع الرئيس لحود، انا لا دخل لي". حرب: لا أسماء قبل التنحي أما النائب بطرس حرب فاعتبر"ان ما جرى ان جلسة الحوار وصلت الى اعلان نتيجة عدم التوصل الى اتفاق على موضوع رئاسة الجمهورية وهذا الموضوع سيستبعد عن طاولة الحوار الى خارجها لمتابعة العمل فيه خارج اطار موضوع التوافق، في انتظار ان تطرأ ظروف جديدة يمكن ان تؤدي الى طرح الموضوع في شكل آخر، مع تأكيدنا طبعاً، وكلنا متفقون على ان هناك ازمة على صعيد الرئاسة". ونفى ان يكون طُلب من قوى 14 آذار تسمية اسماء، قائلاً:"نحن لم نصل الى مرحلة قبول الرئيس لحود بالتنحي لتحديد الاسماء". واعتبر الدكتور جعجع اثناء مغادرته المجلس ان موضوع رئاسة الجمهورية طوي في مؤتمر الحوار"اما نحن سنتابع لكن ليس في الشارع وانما سياسياً وبكل الوسائل".