لا شك في أن رفض إيران حل المشكلة التي تقلق الأسرة الدولية حلاً توافقياً، غير مبرر. فبعد اجتياح الولاياتالمتحدةالعراق، عزز غيابُ قوة إقليمية تُوازن قوة إيران بالمنطقة، الموقف الايراني هذا. ففي وسع ايران التحكم في تطورات الوضع العراقي. وبين إيران وشيعة العراق صلات وثيقة تخولها التفاوض مباشرة مع الولاياتالمتحدة. ويُفضل التوصل الى صيغة تفاوضية تجمع بين الولاياتالمتحدة وروسيا والصين والهند والاتحاد الأوروبي وإيران، عوض الضغط على إيران وإرغامها على التفاوض أحادياً مع الولاياتالمتحدة. وطلبت واشنطن من سفيرها بالعراق زلماي خليل زاد الاتصال بالمسؤولين الإيرانيين المعنيين بالشؤون العراقية. وبعض أركان السلطة العليا الإيرانية لا يريد حصر الاتصالات بالأميركيين في الشأن العراقي. وبعد زيارة مبعوث إيراني رفيع المستوى السرية إلى الولاياتالمتحدة، وتوجيه الرئيس أحمدي نجاد رسالة إلى الرئيس بوش، بات جلياً أن طهران لا تحبذ التفاوض مع السفير الأميركي بالعراق في مسألة محددة العراق فقط. وربما تلجأ واشنطن الى استعراض قوتها في سبيل إقناع الرأي العام الأميركي بأن المفاوضات المزمع إجراؤها مع إيران هي إنجاز للسياسة العسكرية الاميركية. ولكن كيف ترد إيران على هذا الاستعراض بعد إعلانها بدورها تصميمها على التمسك بموقفها، وتهدديها بالانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية إذا فرضت عقوبات عليها؟ والحق أن الخروج من"المتاهة النووية الإيرانية"غير يسير. فغلطة ملتمس المخرج من المتاهة باهظة الثمن. عن يفغيني بريماكوف وزير خارجية ورئيس وزراء روسي سابق، "روسيسكايا غازيتا" الروسية. 12/5/2006