يتعامل أهالي محافظة البصرة 500 كلم جنوببغداد بحذر مع التحركات الايرانية، خصوصاً بعد تأكد أنباء عن قرب افتتاح طهران قنصلية في المدينة، وأجواء التصعيد بين طهران وواشنطن، وتداول أخبار عن حشود أميركية لمواجهة النفوذ الايراني. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان إيران ستفتح خلال اسابيع قنصلية في البصرة اختارت على رأسها حسن تختة ليكون أول قنصل للجمهورية الاسلامية في جنوبالعراق. وكانت مصادر مطلعة أشارت إلى أن الإيرانيين استأجروا مبنى على الطريق المؤدي إلى قضاء أبي الخصيب 4 كلم عن مركز المدينة، ليس بعيداً جداً عن مبنى القنصلية السابق الذي اغلق في اعقاب حرب الخليج الأولى 1980-1988. وأعلنت الخارجية الايرانية أن عمل القنصلية سيكون تأمين تأشيرات الدخول الى طهران للراغبين في زيارتها. ويتساءل المواطنون في المدينة، التي لا تبعد عن إيران سوى بضعة كيلومترات، عن مدى التزام القنصلية بمهماتها الديبلوماسية، بعيداً عن التدخل في الوضع الداخلي الذي غالباً ما تتهم إيران بالاسهام في زعزعته منذ الاحتلال الاميركي للعراق. ويؤكد أكثر من مصدر في المدينة أن التدخل الإيراني واقع لا يمكن نفيه، بينما تتهم مصادر أخرى جهات بصرية ترتبط مباشرة بالحرس الثوري الإيراني بمعظم حوادث القتل التي تشهدها المدينة. ويشيرون بذلك إلى أكثر من حزب ومنظمة وحركة تعمل لمصلحة إيران. وكانت حركة"بقية الله"التي كشف أمرها قبل عام واتهم منتمون إليها بأعمال قتل وخطف، ثبت ارتباطها بإيران. ويلقي المواطنون اللوم على الحكومة المحلية التي لم تفصح عن هوية الجهات التي تنفذ أعمال القتل والخطف، ما جعل دائرة الشبهات تحوم حول منظمات وأحزاب مرتبطة بطهران. لكن محافظ البصرة محمد مصلح ورئيس المجلس المحلي والقوات البريطانية كلهم نفوا ما تردد عن حشود أميركية في المحافظة. ويتناقل أهل البصرة أخبار مفادها أن عناصر من حركة"مجاهدين خلق"الإيرانية وصلوا الى مدينتهم بإيعاز من القوات المتعددة الجنسية لاستخدامهم ورقة ضغط على طهران.