أكد المندوب الدائم للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا السفير غريغوري شولتي ثقته في أن مجلس الأمن سيتبنى قراراً ضد إيران، على رغم التحفظ الروسي والصيني على مشروع القرار الذي قدمته بريطانيا وفرنسا أول من أمس. ويدعو مشروع القرار، المقدم بموجب"الفصل السابع"من ميثاق المنظمة الدولية، إيران الى وقف تخصيب اليورانيوم والتعاون مع وكالة الطاقة الذرية. وقال شولتي، في لقاء مع صحافيين في مقر السفارة الأميركية في لندن أمس، ان الجميع"يريد ان يواصل العمل من خلال مجلس الأمن للوصول الى حل ديبلوماسي"للأزمة النووية الإيرانية. لكنه لفت الى ان مشروع القرار البريطاني - الفرنسي"لا يتعلق بفرض عقوبات، بل بإلزام إيران بالقيام بما هو مطلوب منها"وتحديداً وقف تخصيب اليورانيوم. وتابع انه إذا لم يلتزم الإيرانيون بالتحذير الجديد من مجلس الأمن فيمكن اللجوء الى فرض"عقوبات محددة"TARGETED SANCTIONS خلال"الشهور المقبلة". وقال ان"هدفنا ليس معاقبة الشعب الإيراني بل القيادة الإيرانية وبرنامجها النووي". وقال ان من المفترض ان تلتزم الدول العربية بأي"عقوبات محددة"إذا صدرت عن مجلس الأمن. وقال:"إن هدف الولاياتالمتحدة حالياً تأمين حل ديبلوماسي"من خلال"إقناع ايران باتخاذ خيار التعاون والتفاوض بدل المواجهة والتحدي. إن الطريق الذي تسلكه القيادة الإيرانية الآن يؤدي مباشرة الى مزيد من العزلة لها والعقوبات". ودعا السودان الى عدم اللجوء الى إيران للحصول على مساعدة في مجال التكنولوجيا النووية، في ضوء العرض الذي قدّمه في هذا الخصوص مرشد الثورة الإيرانية علي خامئني خلال زيارة الرئيس عمر البشير لطهران أواخر الشهر الماضي. وكان خامئني عرض خلال لقائه البشير نقل إيران التكنولوجيا النووية الى الدول المجاورة التي ترغب فيها. ومعلوم ان الناطق باسم الخارجية الإيرانية حامد رضا آصفي أوضح وقتها ان العرض الإيراني يتناول"نقل التكنولوجيا والعلوم الى السودان لكن لم يكن هناك كلام عن نقل تكنولوجيا نووية". لكن شولتي أوضح، رداً على سؤال بخصوص العرض الإيراني،"أن ليس لدينا أي اعتراض على استخدام دول التكنولوجيا النووية لأهداف سلمية. بل نحن أكثر المشجعين على ذلك في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ... لكن يجب أن أقول أن أي عرض من هذا القبيل يأتي من القيادة الإيرانية، خصوصاً الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، يجب ان أنظر اليه بقلق. أمامنا قيادة خرقت التزاماتها الدولية، قيادة حصلت على التكنولوجيا من سوق سوداء غير شرعية مختصة بتكنولوجيا السلاح النووي، هذه ليست نوع القيادة التي يجب ان تتطلع اليها دول أخرى إذا أرادت امتلاك تكنولوجيا نووية. العكس هو الصحيح. على الدول الأخرى ان تبتعد عن النظام الإيراني وتمارس ضغطاً عليه". وتابع انه إذا رغب السودان في بناء مفاعلات نووية للطاقة السلمية"فعليه ان يأتي الى وكالة الطاقة الذرية الدولية ويتحدث معها عن شروط ذلك والخطوات التي يجب اتخاذها. هذا ما عليهم القيام به وليس الذهاب الى القيادة الإيرانية". وقال إن"إيران نووية"تشكل تهديداً"لدول المنطقة وإسرائيل". وقال رداً على سؤال عن"التهديد النووي الإسرائيلي"للمنطقة، ان"إسرائيل لم تهدد دولاً أخرى من المنطقة. بل إن إسرائيل هُددت، وهُددت تحديداً من القيادة الحالية في إيران التي هددت بمحوها من الخريطة". وتابع ان بلاده"تدعم الرؤية التي قدمها في البداية الرئيس حسني مبارك من أجل جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. ولكن التهديد الأكبر لهذا التصور اليوم هو الطموحات الإيرانية النووية، وإذا أكملوا سيرهم في هذه الطموحات سنرى احتمال قيام سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط سيكون خطراً على كل دولة من دول المنطقة وخارجها".