في عصر يمكن تصنيفه بعصر الموضة بامتياز، بات التغاضي عن الطفرة التي يشهدها هذا الميدان، بنموها المتصاعد أمراً صعباً ان لم نقل مستحيلاً. تحولت الموضة أو الأزياء إلى ملتقى يجمع الشعوب على اختلاف بلدانها وأجناسها. فالأزياء التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من أعراف شعوب وتقاليدها، لا تلبث أن تتحول صورة عن أسلوب مجموعة في التعبير عن نفسها. مما لا شك فيه أن محاولة أي فرد الحصول على ما بات يُعرف ب"اللوك"الخاص به، أو حتى مغالاة آخر إلى حد اعتبار أنه يملك Style أسلوباً خاصاً به مرتكزاً على الطريقة التي يتبعها في ارتداء ملابسه، ما هو إلاّ دليل قاطع على الأهمية المتنامية لهذا القطاع. ولم يعد ال LOOK أو الطلّة حكراً على النساء انما تعدتها لتشمل العائلة ككل. فتسللت الموضة إلى كل منزل، وكل بحسب إمكاناته وعمره وجنسه. وتحولت بذلك لغة عالمية ثانية موحدة للشعوب بعد الموسيقى، ومحطمة أي حاجز من حواجز اللغة والبعد الجغرافي جامعة بين النساء من أقصى الكرة الأرضية إلى أقصاها. بتعليق سريع، قد يرى بعضهم أن قبائل عدة في أفريقيا لا ترتدي الملابس ولا تصلها الموضة ولا تهمها الماركات العالمية. ولن تجد شخصاً في التيبت مثلاً يعرف مَن هو"جون غاليانو"، أو سمع ب"روبرتو كافالي"، أو ارتدى من دار"غوتشي". أو امرأة تحمل حقيبة، لتقدّر أناقة Louis Vuitton أو Dior. أو اشتمّت عطراً لتتلذذ بأنوثة عطور Chanel أو Nina Ricci. تعليق لا يمكن دحضه بأي شكل من الأشكال. ولكن ما يمكن إلقاء الضوء عليه هو قدرة هذه الأسماء وغيرها من الماركات العالمية على التأثر بمثل هذه الشعوب. وقد تكون فورة الاتصالات والإعلام التي نعيشها الطريقة المثلى لتعريفها الى هذه الشعوب وعاداتها وأزيائها التي لم يعد باستطاعتنا التغاضي عنها. فنرى مصممي الأزياء يستخدمون هذه الملابس كجزء من عروضهم والديكورات التي تضفي جواً مختلفاً على العروض. إن عوامل انتشار الموضة متعددة، وفي حين انها تعتبر تجارة مربحة لأربابها وطريقة مثلى لدخول الشهرة والعالمية من أبوابها الواسعة، تُصنّف صورة يسعى الكثيرون إلى اكتسابها والإفادة منها حتى ولو تطلبت كلفة عالية. كم مرة تمنّت فتاة لو أنها تستطيع الحصول على فستان أو زي بلون شجرة أو زهرة ما؟ وكم مرة تخيلت زي ملكة جمال أو عارضة أزياء أو امرأة أخرى عليها؟ وكم مرة تحسرت بسبب عدم قدرتها على شراء هذا الحذاء أو تلك الحقيبة؟ تمنيات وتخيلات غالباً ما تسقطها المرأة على نفسها بسبب رغبة دفينة بالحصول على أفضل طلّة واكثرها تميزاً وأناقة. بعد موسم صيفي حافل بالألوان والاكسسوارات الضخمة التي تركت للمبادرة الفردية واللمسة الشخصية مكاناً مهماً في"اللوك"المعتمد ظهرت ملامح الأزياء الجاهزة للموسم المقبل خريف - شتاء 2006 - 2007 مقدمة مهرجاناً جديداً من الأزياء المختلفة التي يصعب تحديد خطوطها العامة. إذ إنها تكرس ما بدأه المصممون العالميون في الصيف من تنويع كبير في الموديلات والأقمشة والألوان، ليشعر الفرد كأن المصممين العالميين يسعون إلى إرضاء كل الأذواق مهما اختلفت أو تنوعت. من البنطلون إلى السروال القصير مروراً بالفساتين والتنانير على اختلاف طولها من ال Mini إلى ال Maxi قدمت دار Kenzo لامرأتها مجموعة عصرية تتناسب ومتطلبات الحياة العملية والسريعة التي تعيشها. الجاكيت والمعاطف القصيرة إضافة إلى الكاب والقبعات والشالات الصوفية شكّلت الاكسسوارات في المجموعة الشتوية. والحقائب الكبيرة بقيت مسيطرة على موسم لا يمكن تجاهل لمسات كنزو في رسم خطوطه العريضة وإن لم تغب الحقائب الصغيرة ذات الألوان النارّية. ومن الفستان المملوء بالأنوثة، إلى تايور بنطلون مع جاكيت وربطة عنق قدّم كنزو مجموعة راقية من الألبسة الجاهزة، متميّزة بالألوان والأقمشة، ومتنوعة لتلبي كل متطلبات المرأة من الأحذية المفتوحة إلى الأحذية الشتوية العالية العنق. زهور كنزو التي تكرّست في عطر Kenzo Flower الذي حوّل أجساد مئات النساء في العالم إلى عبير متنقّل، حضرت في المجموعة ضيفةً مكرمةً على اكثر من زي، عابقةً بألوان حوّلت المجموعة إلى حديقة دافئة في موسم بارد، ممطر ومثلج.