شهدت أبوجا في الساعات الماضية اتصالات متسارعة لإنقاذ المفاوضات بين الحكومة والسودانية ومتمردي دارفور، ورمى الوسيط الأميركي بثقله مع وسطاء الاتحاد الافريقي لضمان الوصول الى اتفاق سلام قبل انتهاء مهلة التفاوض، الممدة أصلاً، ليل اليوم الخميس. وأفيد أن الخرطوم قدمت"تنازلات اللحظة الأخيرة"لإنقاذ المفاوضات. ووقعت الحكومة السودانية رسمياً وثيقة حل مقدمة من الاتحاد الأفريقي، لكن المتمردين طلبوا إجراء تعديلات عليها وتمسكوا بمواقفهم القديمة الرافضة لها راجع الإطار المرفق بالموضوع. وتسلم مسؤول أميركي مواقف خطية من قيادات المتمردين تشرح سبب رفضهم. وذكرت وكالة أسوشيتد برس بعد الظهر ان السودان يبدو جاهزاً لنزع اسلحة ميليشيات الجنجاويد في صورة اسرع، ومستعداً لقبول مزيد من قوات المتمردين في أجهزة الأمن، وهما تنازلان يُفترض انهما يلبيان مطالب المتمردين في أبوجا، بحسب ما قال ناطق حكومي. وقال الناطق عبدالرحمن زوما ان التنازلات التي قدمها الوفد الحكومي، بما فيها عملية نزع أسرع لسلاح الجنجاويد، هي جزء من تعديلات أميركية على مسودة الاتفاق الذي قدمه الاتحاد الافريقي ورفضه المتمردون. وكانت الحكومة وافقت على هذه المسودة لكنها الآن تبدو موافقة على التعديلات التي أُدخلت عليها. ويقود الجهود الأميركية نائب وزيرة الخارجية روبرت زوليك الذي وصل أول من أمس الى أبوجا. وكانت مفاوضات أبوجا بين الحكومة السودانية وحركتي"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"دخلت مرحلة جديدة بعدما وقعت الحكومة في الساعات الأولى من صباح أمس بالأحرف الأولى وثيقة مشروع سلام دارفور المقدمة من الاتحاد الافريقي. ووقع الوثيقة رئيس الوفد الحكومي المفاوض الدكتور مجذوب الخليفة نيابة عن حكومته، وقُدّمت النسخة الموقعة الى الدكتور سالم أحمد سالم كبير وسطاء الاتحاد الافريقي في مكتبه بمقر المفاوضات في فندق شيدا الدولي. وفيما عُلم ان الرئيس النيجيري أوليسغون أوباسانجو طلب من كبير الوسطاء منح المتفاوضين مهلة إضافية أخرى مدتها 48 ساعة حتى يتمكن هو والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي وغيرهما من القادة الأفارقة وكذلك رئيس مفوضية الاتحاد، من اقناع الأطراف باعتماد الاتفاق وتوقيعه. وفي هذا السياق، أعرب كل من الرئيس النيجيري وكبير الوسطاء عن ترحيبهما بحضور وفود رفيعة المستوى من المجتمع الدولي في أبوجا، بما في ذلك الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي وليبيا، بهدف دعم جهود وساطة الاتحاد الإفريقي. وأُفيد أن مفاوضي الحركات المسلحة أصروا على رفض التوقيع وطالبوا باجراء تعديلات جوهرية على الوثيقة المقدمة من الوسيط الافريقي، ورأوا أنها"لا تلبي طموحات أهل دارفور". وقدم زوليك خلال لقائه مع الوفد الحكومي برئاسة الدكتور مجذوب الخليفة تساؤلات حول صلاحيات منصب"مساعد الرئيس"المقترح أن يُمنح الى حركات دارفور بموجب ورقة الوساطة الافريقية وعلاقة المنصب بالإقليم، وتلقى ردوداً فورية على ذلك، إذ شرح الوفد الحكومي خلال اللقاء صلاحيات المنصب وكيفية تعيين من يشغله. لكن الوفد الحكومي أبلغ زوليك بصعوبة تقديم تعويضات فردية للمتضررين من صراع دارفور، مقترحاً الاستعاضة عن ذلك بما اسماه التعويض الاجتماعي. كما شدد الوفد على صعوبة استيعاب قوات الحركات المتمردة كوحدات كاملة في القوات الأمنية، لكن يمكن استيعابها كأفراد. واشترط ان يتم نزع سلاح ميليشيات الجنجويد بالتزامن مع نزع سلاح الحركات المسلحة. وافيد أن زوليك طلب بصورة مباشرة من قادة الحركات المتمردة مني أركو مناوي وعبدالواحد محمد نور من حركة تحرير السودان وخليل ابراهيم من حركة العدل والمساواة خلال لقاءات منفصلة تقديم شرح خطي واضح لسبب تمسكهم بمطالبهم، وتسلمها مباشرة بعد لقائه مع اوباسانجو. وعاد زوليك مرة أخرى وعقد لقاء آخر مع مجذوب الخليفة منفرداً.