بدأ ارتفاع أسعار مواد الطاقة يتسلل إلى جيوب المواطنين في أوروبا والولايات المتحدة، كما أخذ يلقي بثقله على أرباح شركات الطيران، ما كانت تترقبه وتهابه المصارف المركزية العالمية. إذ أظهرت بيانات فرنسية أمس ان ارتفاع أسعار النفط عالمياً رفع معدل التضخم المحلي في نيسان إبريل الماضي. وأشار"مكتب الإحصاءات الوطنية"الفرنسي إلى ان أسعار المستهلكين في ثاني أكبر اقتصاد في"منطقة اليورو"، بعد ألمانيا ارتفعت في نيسان نحو 0.4 في المئة عن الشهر السابق، ونحو 2 في المئة بمعدل سنوي عن الشهر نفسه من العام الماضي، متخطية توقعات الاقتصاديين بأن يصل متوسط التضخم السنوي إلى نحو 1.9 في المئة. وأوضحت البيانات أن ارتفاع التضخم السنوي"يعود إلى ارتفاع تكاليف الطاقة"، التي زادت نحو 2.4 في المئة خلال شهر، ونحو 9.1 في المئة عن سعرها في نيسان 2005. وأظهر تقرير آخر تراجعاً غير متوقع في العجز التجاري الفرنسي، الذي بلغ 1.957 بليون يورو في آذار الماضي، من 2.186 بليون يورو في شباط فبراير الماضي. التضخم في ألمانيا وفي برلين، أظهرت معلومات إحصائية رسمية ان معدل التضخم السنوي في ألمانيا ارتفع للمرة الأولى منذ سبعة شهور إلى 2.0 في المئة في نيسان الماضي، ونحو 0.4 في المئة خلال شهر واحد. وأشار"مكتب الإحصاءات الفيدرالي"الألماني إلى ان"منذ نيسان 2004، تأثر معدل التضخم السنوي في ألمانيا بارتفاع أسعار مواد الطاقة عالمياً، إلى مستويات فاقت المعدلات الطبيعية". وأكد نتائج إحصاءات"المؤشر الأوروبي المتناغم لأسعار المستهلكين"، الذي أظهر ارتفاع التضخم نحو 0.4 في المئة في نيسان الماضي و2.3 في المئة خلال سنة، لافتاً إلى ان"باستثناء أسعار الطاقة، ترتفع أسعار المستهلكين بمعدل سنوي يبلغ 0.9 في المئة". وأضاف التقرير أن المقارنة بنيسان العام الماضي، تظهر ارتفاعاً في أسعار الوقود يبلغ 11.8 في المئة، ووقود التدفئة الخفيف نحو 21.4 في المئة. وفي واشنطن، أظهرت معلومات حكومية ان مبيعات التجزئة الأميركية كانت"ما دون التوقعات في نيسان الماضي، كون ارتفاع أسعار وقود السيارات كان له أثر سلبي على سلوك المتسوقين". إذ بينت معلومات وزارة التجارة الأميركية ان مبيعات متاجر التجزئة الأميركية ارتفعت 0.5 في المئة فقط في نيسان الماضي. وأوضحت ان من دون احتساب مبيعات الوقود، التي ارتفعت 4.6 في المئة في الشهر نفسه في أعلى ارتفاع منذ أيلول/ سبتمبر 2005، لا ترتفع مبيعات التجزئة سوى 0.1 في المئة، مقابل تسجيلها نمواً بلغ 0.7 في المئة في آذار الماضي. كما ان مبيعات السيارات وقطع الغيار تراجعت 0.4 في المئة في نيسان. وأشار ريك إيغلتون، المحلل في شركة"بي إم أو المالية"، إلى ان"الأسواق بدأت تتلمس النتائج السلبية لارتفاع أسعار الطاقة على الإنفاق الاستهلاكي، متوقعاً تراجع مبيعات التجزئة في الربع الثاني من السنة الجارية"، علماً ان الإنفاق الاستهلاكي يشكل ثلثي الناتج المحلي الأميركي. خسائر"إيبيريا" من جهة أخرى، أعلنت شركة"إيبريا"، الخطوط الجوية الإسبانية الوطنية، أنها سجلت خسائر في الربع الأول من السنة الجارية،"جاءت أسوأ من المتوقع، بفعل ارتفاع أسعار الوقود والمنافسة القوية على وجهات السفر المحلية القصيرة المدى". إذ سجلت خسائر صافية بلغت 44.96 مليون يورو 57.2 مليون دولار، مقابل توقعات المحللين بالا تتجاوز خسائرها حاجز 39 مليون يورو، علماً انها سجلت خسائر بلغت 16 مليون يورو في الفصل نفسه من العام الماضي. وأوضحت الشركة في بيانها ان"فاتورة وقود الطائرات تضاعفت بنحو 80 مليون يورو في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية، مقارنة بالشهور نفسها من العام السابق".