أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة اعتقال اكثر من 20 شخصاً وضبط اسلحة تشمل صواريخ ايرانية الصنع في اطار القضية التي كشفت السلطات الاردنية عنها في 18 الشهر الماضي واتهمت فيها حركة"حماس"بتهريب اسلحة وتخزينها في الاردن واعداد مخطط تفجيرات يستهدف مسؤولين ومنشآت في هذا البلد، مشيرا الى ان اعترافات عدد من الموقوفين ستبث على التلفزيون الاردني اليوم. ورجحت مصادر رسمية اردنية في تصريح الى"الحياة"ان يظهر اثنان من عناصر الخلية على شاشة التلفزيون اليوم للادلاء باعترافاتهما، في تصعيد جديد في هذه القضية قد يؤدي الى تعقيد العلاقة بين الاردن والحكومة الفلسطينية التي سبق ورفضت تلك الاتهامات، لكنها احجمت عن ارسال ممثلين عنها ضمن وفد ارسلته الرئاسة الفلسطينية الى عمان الثلثاء. وقال جودة في مؤتمر صحافي ان الاسلحة المضبوطة"تشمل صواريخ كاتيوشا من صنع ايراني، وصواريخ لاو التي تستخدم ضد المنشآت والآليات، وغراد المتوسطة المدى، ورشاشات والغام، من مصادر مختلفة". واضاف ان"الاعترافات الاولية للمتهمين اظهرت وجود تحرك لعناصر تنتمي الى حركة حماس لتنظيم مجموعة من الاشخاص على الساحة الاردنية والداخل الفلسطيني بهدف ارسالهم للتدرب في ايران وسورية". الا ان جودة رفض توجيه الاتهام الى ايران او سورية وقال"نحن لا نتهم اياً من سورية او ايران". وقال"في المرة الماضية اشرت الى ان احد الذين اعتقلوا تلقى اوامر من قيادي عمليات موجود على ارض سورية"، واوضح:"لم اتحدث عن سورية بل عن شخص موجود في سورية". واكد انه"سيكشف النقاب اليوم عن جنسيات الموقوفين والاسلحة التي ضبطت معهم والمخابئ التي دلوا اليها بعد التحقيق". وقال ان"التحقيقات التي لم تنته بعد، وفرت الكثير من المعلومات الخطيرة وكشفت العديد من التحركات عشية زيارة لعمان كانت مقررة لوزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار"في 19 الشهر الماضي. وكشف ان الاجهزة الامنية"لا تزال تبحث عن كمية من الاسلحة لان الاستخبارات الاردنية تعتقد بشكل جازم بأنه لا تزال هناك اسلحة مخبأة في مكان ما في البلاد، ومن ضمنها صواريخ ومتفجرات خطيرة جدا ادخلت بعد تشكيل الحكومة الفلسطينية". وحذر حركة"حماس"قائلا:"ان هذه الاسلحة التي لم يتم العثور عليها تشكل تهديداً للامن الوطني الاردني، وسنحمل الحركة المسؤولية فيما لو وقع حادث على الساحة الاردنية". وكان وفد امني فلسطيني برئاسة مدير الاستخبارات الفلسطينية طارق ابو رجب، يرافقه خمسة من ضباط الاجهزة الامنية الفلسطينية المرتبطة بمؤسسة الرئاسة، بدأ مهمة رسمية في عمان امس بلقاء مدير الاستخبارات الاردنية اللواء محمد الذهبي الذي اطلع الوفد على الوثائق والاعترافات عن المخطط الذي كان يستهدف مواقع واشخاص ومسؤولين عسكريين ومدنيين أردنيين. واكد جودة ان الذهبي اطلع الوفد الفلسطيني على ملف تجاوزات حركة حماس على الساحة الاردنية منذ مطلع التسعينات. وتأتي زيارة الوفد الفلسطيني الى عمان عقب محادثات جرت بين رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت والذهبي من جهة وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قال في تصريح:"اطّلعت على معلومات خطيرة ومذهلة". وأكد جودة"ان من حق المواطن الاردني الاطلاع على كل المعلومات والتفاصيل، خصوصاً ان بعض الجهات كانت قد شككت في العملية". واضاف:"الحكومة الفلسطينية اختارت عدم المشاركة في الوفد مفضلة ان تتعامل الحكومة الاردنية مع قيادات حركة حماس خارج اطارها، وهو ما لا نوافق عليه". واوضح ان حكومة بلاده لا تتعامل مع"حماس الداخل او الخارج"، وقال"هذا شأنهم. والاردن يتعامل فقط مع الحكومة الفلسطينية والسلطة الوطنية التي تعتبر مظلة للجميع". واشار الى ان اتصالات البخيت مع نظيره الفلسطيني اسماعيل هنية عكست"حرصاً اردنياً على الشعب الفلسطيني ولوضع الحكومة في صورة العملية، حيث بادر هنية الى ارسال وفد للمكتب التمثيلي الاردني في غزة لاستطلاع حقيقة الوضع وطلب حينها اجراء تحقيق في القضية". واكد جودة نية بلاده في احالة المتهمين والمتورطين في العملية الى القضاء بعد انتهاء التحقيقات، للسير في الاجراءات القضائية بشكل كامل.