غداة القنبلة التي فجرها رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل، من دمشق، وانعكست توتراً وصدامات بين"حماس"و"فتح"في الضفة الغربيةوغزة، فجر الرئيس محمود عباس قنبلة لا تقل خطورة بإعلانه من عمان ان المعلومات عن الاسلحة المهربة الى الاردن"مذهلة وخطيرة". واذا كانت تصريحات مشعل صعدت التوتر وطرحت تساؤلات داخل"حماس"نفسها عن جدوى التصعيد، فإن تصريحات عباس تنذر بتعميق الازمة بين الاردن من جهة و"حماس"وسورية من جهة أخرى، ذلك ان عمان كانت أعلنت ان الاسلحة التي هربها اشخاص على علاقة ب"حماس"ادخلت عن طريق الحدود السورية - الاردنية. وجاءت هذه التطورات في وقت تحركت فيه مصر لاحتواء التدهور المتصاعد في العلاقات بين"فتح"و"حماس". راجع ص 4 و5 وشهد نهار أمس صدامات بين طلاب"فتح"و"حماس"في جامعة الأزهر والجامعة الاسلامية أدى الى سقوط 32 جريحاً وردت إدارتا الجامعتين بتعليق الدراسة يومين، واقتحم اكثر من ألف من انصار حركة"فتح"باحة مبنى المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة ليل امس وهم يطلقون النار احتجاجا على تصريحات التي مشعل. وقال الرئيس عباس في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت بعد لقائهما امس في عمان في حضور مدير المخابرات العامة الاردنية محمد الذهبي انه اتفق مع البخيت على ارسال وفد سياسي - أمني فلسطيني رفيع المستوى الى عمان لمتابعة قضية تهريب الاسلحة التي كشفتها الاجهزة الامنية الاردنية ووجهت فيها اصابع الاتهام الى عناصر من حركة"حماس"قدمت من سورية. واوضح:"ان اللجنة ستشكل من السلطة الفلسطينية ام الحكومة للاطلاع على الأدلة الدامغة التي بحوزة الاردن حول خلية السلاح". واضاف عباس:"اطلعت على معلومات مذهلة وخطيرة والكثير من التفاصيل عن تلك الحوادث التي كان من نتائجها تهريب اسلحة ومعدات وقضايا عسكرية كثيرة تؤثر ثأثيراً بالغاً على أمن الاردن". واكد عباس ان الفلسطينيين حريصون على أمن الأردن حرصهم على أمن فلسطين ورفض الرد على الاتهامات التي وجهها رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"له ب"التآمر مع الصهاينة والأميركان لإفشال الحكومة المنتخبة للشعب الفلسطيني". واضاف:"ليس من المناسب بحث هذا الموضوع في الاعلام. ما يهمنا عدم توتر الامور على الساحة الفلسطينة". وقال:"لا يوجد اقتتال داخلي بين الفلسطينيين لكن هناك حالة احتقان وتوتر سببه الاجواء العامة وليس في مصلحتنا جميعاً التصعيد، وقد اعطيت تعليماتي بالتهدئة". وبادرت مصر امس الى العمل على تخفيف التوتر ومنع حدوث مواجهات بين حركتي"حماس"و"فتح"، وارسلت وفداً امنياً مكوناً من اللواء رأفت شحاتة واللواء محمد إبراهيم الى غزة حيث التقى رئيس الحكومة اسماعيل هنية. ومساء امس عقد اجتماع في مقر السفارة المصرية في غزة بين وفد من"حماس"وآخر من"فتح"بهدف تطويق الازمة الناشئة عن تصريحات مشعل. وحاول مشعل من جانبه امس تخفيف وقع تصريحاته التي أدلى بها الجمعة قائلاً ان البعض أخذها"على غير وجهتها". واضاف في مؤتمر صحافي عقده مع الزهار وممثلي الفصائل الموجودين في دمشق:"هناك أوضاع غير طبيعية على الساحة الفلسطينية وتوجد صلاحيات لرئيس السلطة وأخرى للحكومة ولا بد من التعاون بين الموقعين من أجل المصلحة الوطنية الفلسطينية". ودعا الى"الحوار والاحتكام للقانون كعلاج وليس الاحتكام للسلاح في الشارع"، مضيفا:"اننا نكن كل الاحترام لحركة فتح وجميع الفصائل الفلسطينية". وحاولت حركة"حماس"بعد ساعات على خطاب مشعل الجمعة احتواء تداعيات ذلك الخطاب وقال نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور ناصر الشاعر ان"خطاب مشعل لا يمثل الحكومة"و"الحكومة لها رئيس وناطق رسمي ووزير اعلام وهم الذين يعبرون عن مواقفها وليس رئيس المكتب السياسي لحماس مع احترامنا الكبير له". وبدا ان خطاب مشعل أثار استياء في بعض أوساط قيادة حركة"حماس"في الأراضي الفلسطينية، كما أثار غضباً في صفوف"فتح"وأدى الى موجة المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية العارمة التي صاحبها توتر شديد بين أعضاء الحركتين وأنصارهما. وقالت مصادر في"حماس"ان"الخطاب لم يكن موفقا، ولم يراع حساسية العلاقة بين حركتي فتح وحماس وتشابكها في الوطن". وقال مسؤول فضل عدم ذكر اسمه ل"الحياة":"لقد وضعنا خالد مشعل، سامحه الله في مأزق. علينا الآن القيام بالكثير من العمل لانقاذ الموقف ووقف التدهور واصلاح العلاقة مع الرئيس محمود عباس".