بدأ الرئيس المصري حسني مبارك أمس جولة تشمل ايطاليا والمانيا والمغرب ويناقش فيها خصوصاً الملفين الفلسطيني والعراقي والأزمة النووية الإيرانية. وأفيد في القاهرة ان مبارك بدأ جولته بزيارة روما حيث أجرى محادثات مع رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني تناولت عدداً من القضايا خصوصاً التوتر الحالي في الشرق الأوسط، وكذلك العلاقات الثنائية علماً أن إيطاليا ثاني شريك تجاري لمصر في العالم بعد الولاياتالمتحدة، إذ يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 2.6 بليون يورو منها 2.2 بليون يورو صادرات مصرية لإيطاليا. وقالت مصادر سياسية في القاهرة إن مبارك عرض على المسؤولين الإيطاليين رؤيته لدعم السلطة الوطنية الفلسطينية والتي تؤكد ضرورة عدم تعليق المساعدات الموجهة الى الحكومة الفلسطينية من خلال آليات دولية يمكن أن تطمئن اليها الدول المانحة، وكذلك دعم رئيس السلطة محمود عباس أبو مازن سياسياً. وترى القاهرة أن هذا من شأنه منع انهيار الوضع السياسي وبالتالي الأمني في الأراضي الفلسطينية. ويعرض مبارك الرؤية ذاتها خلال محادثاته مع المستشارة انغيلا مركل اليوم وسيشدد على أهمية عدم تخلي الجانب الأوروبي عن كثير مما قدمه للفلسطينيين في السنوات الماضية، إذ أن إعادة بناء ذلك في ما بعد سيتكلف الكثير مالياً وإنسانياً. ويتضمن نشاط مبارك في برلين اليوم عقد لقاء مع وفد اقتصادي يضم خمس شركات ألمانية اقتصادية كبرى حيث يتم توقيع عقود مشتركة. ويفتتح الرئيس مبارك صباح غد الخميس معرض"كنوز مصر المغمورة"والذي يعد أهم حدث ثقافي على مستوى أوروبا هذا العام. ويضم المعرض 489 قطعة أثرية تم اكتشافها أمام سواحل الاسكندرية منذ أوائل التسعينات من بينها بورتريه حجري لوجه كليوباترا الحقيقي، وتعود هذه الآثار إلى عصر البطالمة. وفي برلين، قال ناطق حكومي ألماني أمس ان المستشارة مركل"تعلّق أهمية كبيرة على الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في عملية السلام في الشرق الأوسط"وان محادثاتها مع مبارك"ستشمل الحلول المطلوبة لأزمة الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني". وذكرت مصادر مطلعة في برلين ان اجتماع مركل مع مبارك للمرة الثانية خلال شهرين"يعكس الاهتمام الخاص بمصر كقوة اقليمية قادرة على التحرك في أكثر من اتجاه في منطقة حافلة بالأزمات والمشاكل". ويُتوقع ان تُطلع مركل مبارك على نتائح محادثاتها مع الرئيس جورج بوش نهاية الأسبوع الماضي والتي شملت ايران والشرق والأوسط والعراق. وتشمل جولة مبارك المغرب التي يزورها الجمعة ويرأس خلالها اللجنة العليا المشتركة. ويرافق الرئيس المصري في جولته وزير الإعلام أنس الفقي ووزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد ورئيس الديوان الرئاسي الدكتور زكريا عزمي.