سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موفاز مستعد للتفاوض مع "حماس" بشروط ... وصراع قوى وراء اعتقال مشتبه به بخطف الناشطة . البريطانية الانفلات الأمني ينتقل الى رفح الحدودية وواشنطن لا ترى سبباً لتأجيل الانتخابات
تراجعت امس التوقعات بارجاء الانتخابات التشريعية الفلسطينية بعد اعلان واشنطن انها لا ترى سبباً للتأجيل، والاستعداد الذي ابدته اسرائيل للتفاوض مع"حركة المقاومة الاسلامية"حماس شرط ان تنزع سلاحها، وما رافق ذلك من توافق بين السلطة الفلسطينية ومعظم الفصائل الفلسطينية على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها. راجع ص 4 و5 رغم ذلك، تفاقم الانفلات الامني في رفح امس في اعقاب اعتقال مشتبه فيه بخطف الناشطة البريطانية كيت بيرتون ووالديها قبل اسبوع، وسرعان ما انتقلت اعمال الفوضى الى المنطقة الحدودية مع مصر حيث اقتحم مسلحون فلسطينيون بجرافة كبيرة الجدار الاسمنتي الذي يفصل بين مدينتي رفح الفلسطينية والمصرية وهدموا جزءاً منه. وفي الجزء المصري، انتشرت ناقلات جند مدرعة مصرية ومئات الجنود المصريين المدججين بالسلاح ترافقهم كلاب بوليسية لمنع المتسللين من الوصول الى الاراضي المصرية. وكانت وحدة خاصة من قوات الامن الوطني الفلسطيني اعتقلت القائد الميداني في"كتائب الاقصى"المنبثقة عن حركة"فتح"علاء الهمص ليل الثلثاء - الاربعاء، ونقلته من مسقط رأسه في مدينة رفح الى مقر المخابرات العامة في غزة. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان نحو 30 مسلحاً من رفاق الهمص اقتحموا مقر بلدية رفح واخذوا جرافة كبيرة وتوجهوا فيها الى الشريط الحدودي وهدموا جزئين من الجدار الخرساني احتجاجاً على استمرار اعتقال الهمص. واضافت ان مئات من المواطنين اندفعوا الى المنطقة العازلة الواقعة بين الجدار الذي أقامته اسرائيل خلال الانتفاضة الثانية، والحائط الذي اقامته السلطات المصرية. وسبق ذلك قيام مسلحين من رفاق الهمص باغلاق معبر رفح الحدودي حيث فجروا عبوة ناسفة صغيرة قرب احدى نقاط التفتيش، اضافة الى اقتحام مقرات لجنة الانتخابات المركزية والمجلس التشريعي ووزارة الداخلية والامن الوطني في رفح. واوضحت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان اعتقال الهمص جاء بهدف التأكد من حقيقة وقوف عدد من المسؤولين في السلطة و"فتح"وراء الهمص الذي خطف البريطانيين الثلاثة واطلقهم فجر الاول من الشهر الجاري. واضافت انه تناهى الى مسامع وزير الداخلية والأمن الوطني اللواء نصر يوسف ان عملية الخطف موجهة ضده بهدف اظهار ضعفه، وانها تمت بايعاز من مسؤولين في الامن الوقائي المحسوب على وزير الشؤون المدنية محمد دحلان، علماً ان الهمص هو الخاطف الوحيد الذي تعتقله وزارة الداخلية او احد اجهزتها من بين الخاطفين الذي ظلوا طلقاء حتى الآن. ولم ترجح هذه المصادر المعلومات التي أفادت ان اعتقال الهمص تم بناء على طلب من جهاز المخابرات البريطاني"إم آي فايف". في غضون ذلك، قطعت واشنطن امس الطريق امام التكهنات في شأن امكان تأجيل الانتخابات الفلسطينية، معلنة انها لا ترى سبباً يدعو الى التأجيل. وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية آدم ايرلي ل"الحياة"ان مسؤوليْن اميركيين سيتوجهان الى المنطقة في محاولة لحل مسألة تصويت المقدسيين التي تشكل احدى العقبات امام الانتخابات. واكد ان واشنطن لا تنوي قطع مساعداتها للفلسطينيين في حال فوز"حماس"، لكنه شدد على اهمية"ادانة العنف والارهاب"من اي جهة تفوز في الانتخابات. من جانبه، قال وزير الدفاع شاؤول موفاز ان اسرائيل ستكون مستعدة للتفاوض مع"حماس"اذا فازت في الانتخابات شرط ان تنزع سلاحها. ونقلت اذاعة الجيش عنه قوله ان على الحركة ان"توقف نشاطها الارهابي، وان تعترف باسرائيل، وان تلغي الدعوة للقضاء عليها الواردة في ميثاقها، وحينها تستطيع اسرائيل ان تشرع في مفاوضات مع الحركة... والى حين تطبيق هذه الشروط، لن تجري اي مفاوضات مع ممثلي حماس الذي سينتخبون في المجلس التشريعي". فلسطينياً، اتفق وزير الداخلية مع ممثلي معظم القوى الوطنية والاسلامية على اهمية تنظيم الانتخابات في موعدها. واقترح في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع جمع سلاح الفصائل من اجل تأمين سلامة الانتخابات بعيدا عن اي مظاهر مسلحة. اما"حماس"، فسعت الى التهوين من انعكاسات فوزها في الانتخابات، وأكد عضو المكتب السياسي للحركة وممثلها في بيروت اسامة حمدان ل"الحياة"ان"فوز الحركة او توليها مسؤوليات وطنية لا يعني بحال انهياراً او انقلاباً في واقع قائم بقدر ما يعني استمراراً للمسيرة الوطنية باتجاه تحقيق اهدافنا الاستراتيجية".