حذر علي لاريجاني الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني الدول الاوروبية من دفع بلاده الى"اعتماد خيارها الثاني"في الملف النووي من دون ان يحدد ماهية او نوع هذا الخيار، مهدداً بجر المنطقة الى حرب اذا اجبرت طهران على التخلي عن حقها في تخصيب اليورانيوم. ودخل البرلمان الايراني على خط التصعيد في الملف النووي، مطالباً الحكومة بتنفيذ القوانين الصادرة عنه، في خصوص استئناف العمل في منشآت تخصيب اليورانيوم في ناتانز. وأعرب لاريجاني في حديث الى محطة"جام جم"التلفزيونية المخصص لمخاطبة الايرانيين المقيمين في الخارج، عن امله بنجاح المفاوضات المقبلة مع الاوروبيين، لكنه حذر من دفع ايران الى اعتماد"خيار وضعت خططاً له"، على خلاف ما ترغب به، لمواجهة الضغوط التي تمارس على ملفها النووي والسعي لحرمانها من حقها في تخصيب اليورانيوم والتوصل الى تكنولوجيا انتاج الوقود النووي، داعياً الدول الاوروبية الى الابتعاد عن" الوسائل والادبيات ذات النتائج غير المرغوب بها"، كإحالة الملف الايراني على مجلس الامن، والعمل بصدق لحل النزاع. ووصف لاريجاني المفاوضات مع الاوروبيين ب"لعبة الشطرنج"التي لا يجب تخريب رقعتها. وهدد بأن ايران"وضعت خططاً لمواجهة مختلف الظروف"، وهي تسعى الى ان تكون اللعبة من دون خاسر"معادلة رابح - رابح"، اما اذا لحقت بها خسارة ما"فان الآخرين سيخسرون في المنطقة". وحدد لاريجاني لعبة"رابح - رابح"بأن تحتفظ ايران بحقها في تخصيب اليورانيوم على ان تقدم ايران للعالم وأوروبا ضمانات بعدم انحراف برنامجها عن اهدافه السلمية. واعتبر لاريجاني ان القرار الايراني بتعليق نشاطاتها في مجال الابحاث النووية العلمية منذ البداية"كان عملاً خاطئاً وغير عقلاني"، لان هذه الابحاث لن تسبب انحرافاً عن الاهداف السلمية. وأضاف لاريجاني ان"ايران أعلنت منذ البداية ان موضوع الابحاث العلمية لن يكون جزءاً من المفاوضات مع الاوروبيين". وفي شأن الاقتراح الروسي، شدد لاريجاني على ان بلاده"لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم على اراضيها ولو في شكل جزئي"، لكنه لم يقطع الطريق امام بحث الاقتراح الروسي للوقوف على ما قد يجمله من جديد لحل هذه الازمة، رافضاً الدخول في حل مرحلي. وأشار الى ان ايران"لا يمكن ان تدخل في مغامرة مع روسيا كانت دخلتها مع الاوروبيين في عهد الشاه". وأضاف في اشارة الى امكان التفاهم مع الاوروبيين، ان ايران"وبناء على التجربة السابقة ايام الشاه تعرف تفاصيل اللعبة الاوروبية، وهي الآن وبدل الدخول مع الروسي بإمكانها الاستفادة من التجربة السابقة". تحذير اميركا واسرائيل ووجه لاريجاني تحذيراً شديد اللهجة لاميركا واسرائيل من مغبة ارتكاب أي خطأ مع ايران لأنها"وضعت سيناريو للرد على هذا الموضوع"، مهدداً بانهما ستدخلان في"جهنم لا يمكنهما الخروج منها ببساطة"وسينتج من هذا الخطأ"تعكير اجواء المنطقة". في غضون ذلك، اعاد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي تأكيد المواقف الايرانية من ازمة الملف النووي، مشدداً على ان بلاده"لا تنتظر اذن أي طرف في ما يتعلق بنشاطها النووي السلمي". وتحدث الوزير عن وجود رؤية جدية وجديدة للعلاقات مع الغرب، في اشارة الى تصريحات الرئيس الايراني الاخيرة التي انتقدت سياسة سلفيه هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي، معتبراً ان سياسة الانفتاح وبناء الثقة مع الغرب لم تعد بنتائج ايجابية على ايران والتي دعا فيها الى ضرورة العودة الى الاصول ومبادئ الثورة.