أعلنت طهران أمس، أن محادثاتها مع واشنطن في شأن العراق لن تبدأ خلال الأيام المقبلة، معربة عن أملها في اجرائها بعد تشكيل الحكومة العراقية لتبحث في دعمها و"تسريع انسحاب القوات الأميركية"و"استتباب الأمن"بين العراقوايران. ونقلت وكالة الأنباء الايرانية عن ديبلوماسي في السفارة الايرانية في بغداد أن"المفاوضات لن تجري في بحر هذا الأسبوع"الذي بدأ في إيران امس، لكنه أضاف"أن المفاوضات بين ايرانوالولاياتالمتحدة ستجري بالتأكيد في الموعد المناسب وفي إطار الشروط المحددة". وأعرب هذا المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه عن أمله في"تشكيل الحكومة العراقية الجديدة في أسرع وقت، كي تجري المحادثات مع الولاياتالمتحدة بعد ذلك". ونقلت الوكالة عن الناطق باسم"المجلس الأعلى للأمن القومي"حسين انتظامي"أن الطرفين لم يتوصلا الى توافق على موعد هذه المحادثات لكنها ستجري مبدئياً في بغداد". وأكد أن طهران"تأمل في أن تسمح هذه المفاوضات بدعم الحكومة العراقية والتسريع في انسحاب قوات الاحتلال الاميركية والبريطانية واستتباب الامن في البلدين الجارين". وكان مسؤول في السفارة الايرانية في بغداد اعلن الخميس الماضي أن المحادثات مع الولاياتالمتحدة ستبدأ الاسبوع المقبل. ونشرت وسائل الاعلام الايرانية معلومات تفيد أن المسؤول الرفيع المستوى في"المجلس الاعلى للامن القومي"علي حسيني تاش سيترأس الوفد الايراني الى المحادثات مع الولاياتالمتحدة. وكان حسيني تاش ترأس وفد بلاده الى المحادثات مع روسيا في شباط فبراير الماضي والتي هدفت الى التوصل لتسوية حول الملف النووي الايراني. ولا تزال العلاقات الديبلوماسية مقطوعة بين ايرانوالولاياتالمتحدة منذ عام 1980 بعد سنة على"الثورة الايرانية"عام 1979. الى ذلك، كشفت مصادر قريبة من كتلة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعي أن الحوار الاميركي - الايراني سيتناول بالدرجة الأساسية، قضية الأمن ومن بينها العمليات المسلحة الموجهة ضد المدنيين والحدود العراقيةالايرانية ومنظمة"مجاهدي خلق"، فيما سيحاول الجانب الاميركي مواجهة الإيرانيين بوثائق حول تدخلهم في العراق. كما سيطالب الجانب الايراني بالبحث في آليات انسحاب أميركي من العراق. وفي هذا السياق، وصف النائب الكردي محمود عثمان الحوار الأميركي - الايراني المرتقب بأنه"خاطئ وسلبي". وتوقع في حديث الى"الحياة"حضور مسؤولين سياسيين وحكوميين، اضافة إلى صاحب المبادرة بعقد هذه المحادثات زعيم"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"عبد العزيز الحكيم، الجلستين الأولى والثانية منه. وشدد على ضرورة"انضمام الجامعة العربية والدول العربية المحيطة بالعراق الى هذا الحوار في حال أُريد منه مصلحة البلاد، وان لا يقتصر على الولاياتالمتحدةوايران". وأشار الى أن قضية الاتفاق على مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة"رهن بصراع مصالح هاتين الدولتين على أرضنا". واعتبر أن الطرفين يسعيان الى استخدام هذه القضية"بطاقة قوية لهم في المفاوضات". واكد عثمان أن"الإيرانيين يلعبون بنا كأوراق لخدمة مصالحهم من سنوات"، معتبراً أن"النفوذ القوي الذي يتمتع به الأميركيون والايرانيون سيوظف لتحقيق مصالحهم الخاصة". ورأى أن التصعيد الأمني والسياسي الاميركي ضد تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في النجف ومدن أخرى، والمناورات الايرانية في بحر العرب وخليج عمان، يعدان استعراضاً للعضلات غالباً ما يسبق أي مفاوضات". وكشف عن قوة موقف ايران في هذا الحوار، مشيراً الى نجاح أجنحة سياسية واستخباراتية وعسكرية ايرانية في استقطاب جماعات كردية وسنية وشيعية بعضها ضد الآخر، وحشدها في مواجهة بقية المصالح الخارجية في العراق.